بعد افتتاح الدورة ال14 لمهرجان الإسماعيلية للأفلام القصيرة والتسجيلية بفيلم فاوست الأمريكى من كوندى الى نيو كوندى.. بدأت العروض فى اليوم الثانى بعرض 20 فيلما مختلفة الانواع والجنسيات.. ومفارقة اليوم كانت فيلمين أحدهما إسبانى «خطط سيسيليا» وهو روائى قصير للمخرجة بيلين جوميز سانز والفيلم الثانى ألمانى بعنوان «ندبات ملموسة» للمخرجة جوليان انجلمان.. مفارقة الفيلمين الفعلية تكمن فيما طرحته المخرجتان وما عبرتا عنه فى الندوة التى اعقبت العروض.. فخطط سيسليا يدور عن فتاة تجد قبل بلوغها عامها الثلاثين دفتر مذكراتها وهى صغيرة وهو الدفتر الملىء بأحلام تريد تحقيقها قبل بلوغ عامها الثلاثين، ولكنها لم تحقق أيا منها ولكن تريد استغلال الفترة القصيرة الباقية لتحقيق هذه الأحلام، ومن ضمن هذه الأحلام هو امتلاك شقة والزواج، وفى الندوة عقبت المخرجة قائلة «إن فى إسبانيا من الصعب جدا الآن أن تجد شقة خالية لتعيش فيها وحدك بعيدا عن أهلك كما يفعل الأوروبيون عادة نظرا لغلاء الشقق هناك وعدم وجود العمل الذى يحقق عائدا قويا يكفى لشراء شقة».. أما الفيلم الألمانى «ندبات ملموسة» فيحكى قصة فتاة متزوجة برجل قاس أنجبت منه 3 أطفال وحامل فى طفلها الرابع ولكنها تخفى هذا الحمل نظرا لمعاملة زوجها القاسية والذى يأتى بصديقته الى المنزل دون مراعاة لمشاعرها، فتضيق الحياة بالفتاة خاصة بعد هجر زوجها لها وانتقاله للعيش مع صديقته الأخرى، فتقرر أن تقتل طفلها الذى تحمله فى بطنها، وتفعل فعلا وتلد الطفل فى الحمام وتقتله وتخفيه. وعقبت المخرجة بعد الندوة أن فى ألمانيا نسمع يوميا عن ام تقتل ابنها لسبب ما.. وهنا نجد شكوى إسبانية بغلاء الشقق وأخرى ألمانية لامهات تقتل أطفالها. الصرخة الأعلى صوتا هنا والأكثر قسوة كانت عربية فلسطينية من خلال فيلم حكاية حرب، وهو الفيلم الذى يحكى قصة حرب غزة الأخيرة وما تم فيها من جرائم إسرائيلية.. وعمل الفيلم على جمع أكبر قدر من المواد الأرشيفية والتسجيلية من قناة القدس كما قالت مخرجته بهية النمور، فعرضت لقطات لقتل رجال الدفاع المدنى والإسعاف، ولقطات لترصد الصهاينة بعربات الإسعاف، وعرضت أيضا نتيجة لهجوم قوات الاحتلال على أحد المستشفيات رغم وعد بعدم التعرض لذلك المستشفى. وامتلأ الفيلم أيضا بالقصص الإنسانية الدامية فتجد طبيبا أثناء أدائه لعمله فى انقاذ المصابين وإسعافه لأحد الأطفال الذى غطاه سواد الانفجار وأخفى ملامحة، فيجده ينادية بابى فيفاجأ الدكتور أن هذا الطفل هو ابنه ومصاب بتهتك فى عظامة وبعض الإصابات الأخرى، وما يكاد يفيق من المفاجأة حتى يجد طفلا يناديه من خلفه بنفس الكلمة فإذا هو ابنه الثانى أيضا مصاب ومنزوع الصدر تقريبا فيسقط الأب فى صدمة وينقله زملاؤه للرعاية ويتولون إنقاذ أبنائه.. كما تعرض الفيلم لعملية قصف القنوات الإعلامية العاملة هناك كقناة الأقصى التى تعرضت تارة للقصف وأخرى للقرصنة لتهبيط روح المقاتلين المعنوية، وأيضا عرضت المخرجة صورا لقصف قناة أبوظبى هناك فى غزة بعد ان كان مسئولوها حصلوا على وعود من قوات الاحتلال بممارسة عملهم دون أى قيود وأن قوات الاحتلال تعلم بدقة ما تقوم بقصفه، ولكن كلها وعود خادعة.. ولكن يعيب الفيلم تعامله المباشر مع الأحداث الذى جعله أقرب الى ريبورتاج صحفى، خال من جماليات السينما التسجيلية.. ولكن يبقى للفيلم هو تجميع مادته الأرشيفية الذى بدا واضح المجهود الذى لعبته المخرجة للحصول عليها. كما عرض فى اليوم الثانى فيلم التحريك المصرى أسطورة النيل للمخرج أيمن كامل، وهو يعمل فى مجال الجرافيك منذ فترة، وفيلم أسطورة النييل نال بعض الانتقاد خصوصا لعدم وضوح فكرته وقيام مخرجه بحشد أكبر كم من مشاهد الجرافيك لماكينات وتشكيلات حديدة عملاقة ممزوجة ببعض الصور الفرعونية، ولكن فى النهاية فيلم دون موضوع اقرب لبرومو إحدى القنوات الفضائية.. وقال مخرجه فى الندوة انه علم ان الفراعنة لم يكتشفوا الحديد فأراد تقديم تلك الفكرة رغبة منه فى «تطوير الفن المصرى» وتقديم رؤية جديدة وأن الفراعنة لو كانوا اكتشفوا الحديد لكانوا صنعوا منه أشياء عظيمة. أما اليوم الثالث من فاعليات المهرجان فعرض فيه 16 فيلماً متنوعاً، وكان من المفترض أن يكون بينها الفيلم المصرى «النشوة» فى نوفمبر للمخرجة عائدة الكاشف لكنه تأجل بسبب تلف ماكينات العرض.