يغادر حميد بغائى مساعد الرئيس الإيرانى مصر خلال ال24 ساعة القادمة بعد زيارة استغرقت نحو خمسة أيام قام خلالها بفتح هوة فى الحائط القابع بين القاهرةوطهران منذ عقود طويلة. بغائى، الذى يتمتع بعلاقة طويلة ووطيدة مع الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد، قام خلال الزيارة بمباشرة توقيع اتفاقية تعاون بين البلدين فى مجال الطيران للسماح للمسافرين الإيرانيين بالتوقف فى القاهرة أثناء عبورهم إلى دول القارتين الأمريكيتين كما قام أيضا بمباشرة استكشاف آفاق التعاون الثقافى بين مصر وإيران بصورة تأخذ فى الاعتبار الحساسيات السياسية القائمة بين البلدين. ونقل المسئول الإيرانى الرفيع، حسب مصادر إيرانية ومصرية مطلعة، إلى الرئيس حسنى مبارك رسالة احترام وتقدير من نظيره الإيرانى عبر مسئول مصرى رفيع ومقرب من الرئيس المصرى كان له الدور الأبرز فى إقناع مؤسستى الرئاسة والأمن القومى بتحقيق الزيارة من منطلق المصلحة المشتركة بين مصر وإيران بوصفهما دولتين كبيرتين فى المنطقة ولهما تعاون فى العديد من الأطر المتعددة الاطراف بما فى ذلك حركة عدم الانحياز وتجمع الدول النامية الثمانى وغيرها. إلى جانب ذلك قام بغائى ببحث تعاون ثقافى واسع بين مصر وإيران، وافقت السلطات المصرية أن يمثل مصر فيه رئيس المجلس الأعلى للآثار زاهى حواس فى دليل كما يقول مصدر إيرانى على الاهتمام والجدية من المصريين. وبحسب مصدر مصرى رسمى فإن الزيارات التى قام بها بغائى فى القاهرة، بما فى ذلك المزارات الدينية التى يعنى بها الشيعة، وللأقصر ومنطقة الأهرامات «تعبر عن استعداد مصرى محسوب لفتح باب تعاون اقتصادى وصناعى وربما ثقافى مع إيران». وقال مصدر أمنى رفيع، إنه من المقرر أن يعقد لقاء خلال الشهر الجارى بين وفدين أمنيين رفيعى المستوى من مصر وإيران للبحث فى أمر تسهيل التأشيرات بين مصر وإيران التى يقول مصدر إيرانى إن طهران تتمنى على القاهرة أن تبدى مرونة فيها. وحسب المصدر المصرى فإن القاهرة يمكن أن تبدى «تعاونا محسوبا» فى ضوء استمرار القلق المصرى من السماح بإصدار تأشيرات لإعداد كبيرة من الإيرانيين الراغبين فى زيارة المشاهد الدينية لأهل بيت الرسول فى مصر خاصة مسجدى السيدة زينب ومسجد السيد الحسين. وكان الرئيس مبارك قد قال لجريدة القوات المسلحة فى حديثه السنوى التقليدى بمناسبة أعياد أكتوبر إنه ينظر لإيران بوصفها دولة مهمة فى الإقليم ولكن لديه أسئلة حول بعض من مواقفها السياسية.