عبر اللواء منير السكرى، والد محسن السكرى، المحكوم عليه بالسجن 28 عاما فى قضية مقتل سوزان تميم، عن سعادته بالحكم لأنه فى مصلحة نجله، على حد قوله. وقال ل«الشروق»: «إنه رُب ضارة نافعة»، وإن إخلال المحكمة بحق نجله فى الدفاع وتخفيف الحكم من الإعدام إلى السجن هو بمثابة دفاع قوى خلال الطعن على الحكم أمام محكمة النقض لأن الحكم يمثل مخالفة جسيمة لحق نجله فى أن يترافع عنه محاموه ويقدموا أسانيد وأدلة براءته. وأوضح أنه لم يتوقع مطلقا صدور الحكم بتلك السرعة، وكان شبه متيقن من أنه لايزال هناك على الأقل 3 جلسات مقبلة، لأن إجراءات المحاكمة لم تكتمل، والمحكمة لم تستمع لأى مرافعة للدفاع ولم تنفذ ما وافقت عليه من طلبات الدفاع وحددت لها جلسة مقبلة بالفعل. وكشف السكرى الأب أنه التقى نجله قبل جلسة أمس الأول، ووجده غير متفائل برئيس المحكمة القاضى عادل عبدالسلام جمعة، وكأن قلبه كان يشعر بما سيحدث، لأنه كان دائما يرى أن القاضى لا يسمح بأى طلب فى صالحه، مؤكدا أن شعور محسن دائما لا يخيب منذ الصغر، وهذا القاضى كان يظهر عليه عدم الاقتناع بأدلة براءتهم، وهذا حدث، فطبيبة البصمة الوراثية أكدت بنفسها أمام هيئة المحكمة أنها لا تستطيع الجزم بأن بصمة محسن على الملابس المحرزة فى القضية والمنسوبة إليه، مما يعنى أن هناك مجالا للتحقيق من جديد وسماع الشهود من جديد ومناقشتهم. وأضاف أنه حينما قالت الطبيبة ذلك توقع أن القاضى سيغير مسار القضية للبحث عن أدلة براءة المتهمين، ولكن ما حدث كان مفاجأة فما ذنب ابنى فى أن دفاع هشام طلعت تنازل عن سماع شهود الإثبات؟.. دفاع ابنى لم يتنازل وأصر على طلباته التى وافقت عليها المحكمة، أى أن كلمة عدم جدية الدفاع لا تنطبق على حالة ابنى، وابنى له تهمة مختلفة عن تهمة هشام، والواجب الفصل بينهما حتى فى الحكم والتعامل مع كل حالة على حدة، أما أن يتم إغفال حق ابنى فى الدفاع فتلك مخالفة صريحة لقانون المحاكمات والمرافعات وستكون أول أسباب قبول الطعن بإذن الله. وأكد والد السكرى أن هيئة الدفاع عن نجله مستمرة كما هى دون تغيير لأن بها محامين وأساتذة كبارًا فى القانون، ولم يقصروا فى واجبهم تجاه نجله منذ بداية القضية وحتى صدور هذا الحكم المباغت. وكشف أنه اجتمع بالمحامين بهم فور صدور الحكم وطمأنوه أن هذا فى صالح محسن وقد يكون أقوى أسباب براءته أمام النقض، مشيرا إلى انه فى انتظار حيثيات الحكم للطعن عليه أمام النقض. وأشار إلى أن ابنه مؤمن بالله ويؤدى الصلاة ويصوم الاثنين والخميس من كل أسبوع، ودائما يؤكد له خلال زياراته أن ما يحدث اختبار من الله لعباده المؤمنين، وهو كله ثقة فى أن الله سيظهر براءته فى النهاية وسيعلم الجميع أنه لم يرتكب تلك الجريمة البشعة، لأنه كان أحد جنود الوطن وخدمه بإيمان وعزيمة وكان مستعدا للتضحية بروحه من أجله، ومستحيل أن يتحول من ضابط مشهود له بالكفاءة والتفانى فى عمله إلى مجرم يرتكب تلك الجريمة البشعة التى لا مصلحة له فيها، وليس صحيحا أنه كان يجرى وراء المال لأنه كانت لديه ممتلكات ومشروعات سياحية وكانت أرصدته بالملايين فى البنوك، وهو كضابط سابق يعلم تمام العلم أن أى جريمة مصيرها أن تنكشف ويضيع معها مستقبل مرتكبها. وكرر السكرى الأب أن ابنه حامت حوله الشبهات وتورط فى القضية لأنه أراد أن يقوم بفعل الخير لهشام طلعت ويهدئ من ثورته ضد سوزان وذهب فقط ليدبر لها مشكلة أمنية كى تلجأ إلى هشام الذى يحبها، وكان متأكدا من أن هشام سينسى ما فعلته معه لأنه يحبها، وهى كانت ستعلم أن هشام هو حمايتها والرجل الذى لا يمكن أن تستغنى عنه، ولكن انقلب فعل الخير الذى كان يريده ابنى لهشام وسوزان والتوفيق بينهما إلى شر له، وأصبحت رقبته مهددة بحبل المشنقة مرة، والآن هو مهدد بأن يقبع بقية عمره فى السجن عقابا على جريمة لم يرتكبها. ورفض السكرى الأب الكشف عما إذا كانت ابنة محسن الوحيدة تزوره أم لا وهل أخبروها بأن والدها محبوس من عدمه مؤكدا أن تلك شئون عائلية خاصة لا يريد الخوض فيها، والمهم فقط أن الحكم الذى صدر ضد نجله يؤكد براءته.