كتب جون جنسن، في مجلة "جلوبال بوست"، يقول إن كل خطط الدكتور محمد البرادعي في توحيد قوى المعارضة الوطنية في مصر ضد الحزب الوطني الحاكم، يبدو أنها باءت بالفشل، خاصة بعد إعلان معظم الأحزاب المعارضة المعروفة، مشاركتها في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل. ووصف جنسن الدكتور محمد البرادعي بأنه ابن مصر الذي خدم 12 عاما في وكالة الطاقة الذرية، وحصل على جائزة نوبل، ثم عاد ليصبح أبرز ناشط ومعارض في مصر، محاولا تشجيع المصريين للقيام بأكبر مظاهرة في تاريخ مصر الحديث. ورغم أن الإخوان المسلمين ساعدوا البرادعي في جمع أكثر من 700 ألف توقيع على بيان التغيير، فإنهم على ما يبدو قرروا أن يعارضوه في دعوته لمقاطعة الانتخابات، والمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وقال ناثان براون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطنالأمريكية، إن الليبراليين والعلمانيين في مصر ليسوا كثيرين، نعم لديهم الأفكار ويتمتعون باحترام دولي، وبعضهم ذو شأن رفيع في المجتمع المصري، لكن يظل الإخوان متفوقين بأعدادهم الغفيرة فقط، لهذا يجب أن يتضمن أي تحالف أو ائتلاف للمعارضة قوة الإخوان المسلمين، الذين فازوا في الانتخابات البرلمانية 2005 بأكثر من 88 مقعدا. ويعتقد الخبراء أنه بعد إعلان أحزاب المعارضة مشاركتها في الانتخابات، أصبحت مهمة البرادعي لتغيير الدستور وتوحيد جبهة المعارضة شبه مستحيلة، بحسب قوله. وعلى الرغم من عدم نزاهة الانتخابات، فإن معظم أحزاب المعارضة على استعداد لخوض العملية على أي حال. وتعتبر أكبر عقبة في طريق البرادعي هي عدم ثقة المصريين بشكل عام في العملية السياسية. فمن ناحية، منذ أن أسس الرئيس أنور السادات أول نظام حزبي متعدد عام 1976، سيطر الحزب الوطني الحاكم على مجريات الأمور لأكثر من ثلاثين عاما. ومن وقتها قام النظام الحاكم بقمع كل معارضة عن طريق قانون الطوارئ، والاعتقالات، والتحرشات، واستخدام التزوير في الانتخابات أو الاستفتاءات، أو ترويع الناخبين ومنعهم أحيانا من التصويت. واعترف عبد الرحمن يوسف، المتحدث الرسمي باسم حركة التغيير التابعة للبرادعي، بأنه على مدار 40 عاما قويت شوكة الحزب الوطني أكثر، وضعفت حركة المعارضة. وقال: "لو اتحدت المعارضة واحتجت وقاطعت الانتخابات، ستصبح أقوى، وستفضح الحزب الحاكم وتكشف عن كل المشكلات السياسية التي تواجه مصر". من ناحية أخرى انقطعت مشاركة الإدارة الأمريكية فيما يحدث في مصر، ولم يتوجه الرئيس باراك أوباما بأية توصيات للإصلاح أو التغيير في مصر منذ توليه، رغم أن مصر تعتبر من أهم حلفاء الولاياتالمتحدةالأمريكية في الشرق الأوسط. وأكد عمرو حمزاوي، كبير الباحثين بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، أن المقاطعة في الفترة الحالية هي أفضل خيار متاح للمعارضة، والأولى أن يؤكدوا بمقاطعتهم على رفضهم للظلم والتزوير الذي يسيطر على الانتخابات أمام العالم كله.