● يبدو أن الرئيس السورى بشار الأسد يرغب فى أن يبقى صديقا للجميع، ولذا، فإنه أقدم بعد يومين من لقائه المطول مع المبعوث الأمريكى الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، على استقبال صديقه القديم (الرئيس الإيرانى) محمود أحمدى نجاد بصورة حميمة. ● وقد توقف نجاد أمس فى دمشق، وهو فى طريقه إلى نيويورك للمشاركة فى الاجتماع السنوى الذى تعقده الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعقد لقاء خاطفا مع الأسد. وأكد نجاد أن هذا اللقاء يهدف إلى «إظهار الروابط الوثيقة بين سوريا وإيران»، وإلى «الحفاظ على التنسيق الدائم مع سوريا»، معلنا: «إننا طرفان منتصران لأننا نجحنا فى إسقاط خطة العدو الرامية إلى تغيير خريطة الشرق الأوسط». ● لقد طلب ميتشل من الأسد أن «يهتم بصورة شخصية بألا تقوم حركة «حماس» بعرقلة المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، أو بتنفيذ عمليات إرهابية». وقبل أن يصل نجاد إلى دمشق تجاهل الجهود التى تقوم فرنسا ببذلها من أجل استئناف المفاوضات بين سوريا وإسرائيل، كما أنه تجاهل أقوال الرئيس السورى للمبعوث الفرنسى، والتى أكد فيها أنه على استعداد لاستئناف هذه المفاوضات فورا فى حال تحقق شرطين: أولا، تعهد إسرائيل مسبقا بالانسحاب من هضبة الجولان، ثانيا، عودة تركيا إلى القيام بدور الوسيط فى هذه المفاوضات. وفى المقابل، فإن نجاد أكد أن المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين ستُمنى بالفشل، وأنه «لا مكان لإسرائيل فى منطقتنا مطلقا». ● وفى هذه الأثناء، أعرب مسئولون رفيعو المستوى فى الإدارة الأمريكية عن شكوكهم الكبيرة فى جدية نيات سوريا واستعدادها للتفاوض مع إسرائيل. وقد نما إلى علم صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن هناك خلافات حادة بين فريقين داخل الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالمسار السورى: الأول، يضم كلا من ميتشل ونائبه فريد هوف اللذين يعتقدان أنه يمكن استئناف المفاوضات بين إسرائيل وسوريا، وأن وجود مسارين متوازيين سورى وفلسطينى لا ينطوى على أى تناقض، بل على العكس يعزز رؤية الرئيس الأمريكى باراك أوباما بشأن السلام الشامل فى الشرق الأوسط، كما أنهما يعتقدان أن هناك احتمالا كبيرا لإخراج سوريا من «محور الشر» لأن هناك تناقضا فى المصالح بين سوريا وإيران فيما يتعلق بالعراق، فالسوريون يخشون من أن يسيطر الإيرانيون على العراق بواسطة الشيعة فى إثر انسحاب القوات الأمريكية. وفى المقابل، فإن الفريق الثانى يضم مسئولين كبارا فى كل من البيت الأبيض ومجلس الأمن القومى ووزارة الخارجية، وهؤلاء يعتقدون أن السوريين غير ناضجين للمفاوضات مع إسرائيل. لكن على الرغم من ذلك، فإن أعضاء الفريق الثانى، فى معظمهم، يعتقدون أن هناك أهمية كبيرة للحوار مع سوريا «كى يتم توفير مسار هروب لها من محور الشر، وعدم ترسيخ الشعور لديها بأن لا خيار أمامها إلا البقاء فى هذا المحور».