«نهاية العام الحالى سيكون وقتا مناسبا لميلاد جهاز سلامة الغذاء» كما قال حسين منصور، رئيس الجهاز، فى رده على أسئلة الصحفيين بخصوص تأخر إطلاق الجهاز خلال العامين الماضيين، على هامش مؤتمر نظم الأمن الغذائى فى الولاياتالمتحدة والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذى بدأ أعماله فى القاهرة أمس. وأوضح منصور أن الوقت الطويل الذى استغرقه الإعداد لقانون سلامة الغذاء وللجهاز، الذى سيكون تابعا لمجلس الوزراء يرجع إلى أنه يهدف لتغيير نظام سلامة الغذاء بالكامل فى مصر وليس مجرد إضافة قانون جديد للتشريعات القائمة، وهو ما يعنى دراسة نقاط القوة فى التشريعات القائمة والاستفادة منها، ومعرفة عيوبها والنقاط الغامضة بها، والتى خلقت كثيرا من المشاكل، مشيرا إلى أنه يجرى مقابلات عديدة مع الجهات المعنية بإنتاج وتداول السلع الغذائية، لمعرفة مطالبهم وضمان عدم الإضرار بهم. ومن جهة أخرى، قالت ليلى بطارسة، مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالإدارة الأمريكية للأغذية والأدوية، FDA، خلال افتتاح المؤتمر، إن الإدارة تسعى لإقامة مكاتب تمثلها فى مناطق مختلفة من العالم، ومنها الشرق الأوسط، لأن إمدادات الولاياتالمتحدة الغذائية والدوائية تأتى من مختلف دول العالم، لذلك «نريد التشاور مع الأوساط العلمية والصناعية لحماية هذه الإمدادات وضمان سلامتها، بالإضافة لنقل الخبرات للدول الأخرى لحماية مستهلكيها». وتستورد الولاياتالمتحدة ما بين 15 إلى 20% من احتياجاتها الغذائية، وتصل هذه النسبة إلى 35% من الخضراوات والفواكه، ونحو 70% من المنتجات البحرية، أما المنتجات الدوائية فتستورد الولاياتالمتحدة 40% منها، وتصل هذه النسبة إلى الضعف فى المواد الفعالة للأدوية، حسبما أوضحته بطارسة، مشيرة إلى أن إجمالى قيمة الأدوية والأغذية المستوردة سنويا تصل لحوالى مليارى دولار. «ليست لدينا القدرات المالية أو البشرية لفحص كل المنتجات التى تدخل السوق الأمريكية»، كما تقول بطارسة، وهناك كثير من المنتجات التى يتم رفضها بالفعل، لكن النظام الحالى غير كاف، لذلك اتجهت الإدارة لإنشاء مكاتب لتبادل الخبرات مع دول المنشأ، وهو تم فى الصين والهند وأوروبا، والمنتظر أن يتم أيضا فى الشرق الأوسط قريبا. وتعتبر التوابل والبهارات، والخضراوات المجمدة أو المعلبة، ومستحضرات التجميل أهم المنتجات التى تصدرها مصر للولايات المتحدة تحت بند الأغذية والأدوية، وفقا لبطارسة، التى قالت فى ردها على سؤال ل«الشروق»، إن المنتجات الزراعية من أكثر الصادرات المصرية التى ترفضها سلطات الرقابة الأمريكية بسبب ارتفاع نسبة المبيدات الكيماوية بها، وهو ما يشير إلى أن «المصريين يستخدمون مبيدات كيماوية أكثر من المطلوب». إلا أن مديرة مسئولة الشرق الأوسط بالمنظمة الأمريكية، تقول إن أسباب الرفض تكون أحيانا بسيطة «مثل أن تكون البيانات على علبة الحمص مكتوبة بخط أصغر من المطلوب».