«تقاسم السلطة والثروة والحكم ليس بأمر يسير على السودان» بهذه الكلمات استهل وزير الخارجية السودانى على كرتى تصريحاته ل«الشروق» وقال إنه طلب من وزراء الخارجية العرب والجامعة العربية التى ستشارك فى الاجتماع الدولى المقرر عقده فى نيويورك فى الرابع والعشرين من سبتمبر الحالى بدعوة من الأممالمتحدة الإشارة إلى المشكلات التى تواجه السودان من حصار اقتصادى أمريكى وعقوبات وديون مترتبة على السودان ومنع معالجتها على الرغم من أنها من حقنا بسبب شهادة البنك الدولى لأسباب سياسية ووعود للجانب الجنوبى فى حال الانفصال بإلغاء الديون وهو أمر نراه سلبيا. وشدد كرتى رفض بلاده لأى حوافز فى ظل سودان محاصر ومتهم برعايته للإرهاب منذ عام 2003 وقال لا نرى سببا الآن فى الحصار الجائر ولا فى استمرار فرض العقوبات. وطالب كرتى الولاياتالمتحدةالأمريكية «بوقف تصرفاتها تجاه السودان وأن تتعامل معه بشكل محترم»، موضحا أن بلاده تسير فى تنفيذ اتفاق السلام وملتزمة ببنوده وتقوم بالعمل على تنفيذ ما ورد به مشددا على أن الحكومة السودانية وقعت اتفاق السلام فى عام 2005 بكامل إرادتها مع الجنوب وتتعاون مع الجنوبيين لإجراء الاستفتاء بكل نزاهة وشفافية. وكشف عن تآمر ضخم من الولاياتالمتحدة على السودان عن طريق مساعى أمريكية لتضخيم الخلافات بين الشمال والجنوب وإمكانية قيام حرب بعد الاستفتاء وهى فى رأينا دعاية تخاطب الناخب الأمريكى والحقيقة أنه ليس لدى الطرفين الشمالى والجنوبى أى نية للحرب نهائيا ونرفض فى الشمال الرجوع إلى دائرة الحرب مهما كانت صعوبة القضايا المطروحة أو فى حال عدم الوصول إلى حلول بشأنها. واعتبر كرتى أن السودان يقوم بتنفيذ أكبر عملية سلام فى أفريقيا وأن تدخل أطراف خارجية بصورة سلبية يعوق التوصل إلى اتفاق وأنه لو تمت مساعدتهما بعيدا عن لغة التهديد سيتوصلان إلى اتفاق سريعا لأننا لن نفعل إلا ما اقتنعنا بأنه فى صالح شعبنا والتسريبات والتهديد بتعرض الحكومة لعقوبات فى حال إذا ما أثارت مشكلات أمنية عقب الاستفتاء يدل على رغبة بعض الأطراف فى تخريب الأمور وهو ما نرفضه فمن يريد أن يشارك فى هذه المرحلة سواء كان الخيار دولة واحدة أو انفصالا فليشارك فى مساعدة الطرفين على إنجاز هذه المرحلة. متهما أطرافا جنوبية وصفهم بأنهم بعض المتسلقين يثيرون بعض الجنوبين الذين يؤمنون بالوحدة فى مقابل مجهودات فى الإبقاء على الوحدة من قبل دول الجوار. وقال وزير الخارجية السودانى على كرتى إن عملية الاستفتاء التى يتم الإعداد لها بالتعاون بين الشمال والجنوب حول تقاسم الثروة والحدود والحكم من القضايا الصعبة التى تمر بها مراحل التفاوض بين الجانبين وهى ليس بالأمر اليسير على الحكومة السودانية مشيرا إلى الانتهاء من بعض القضايا التى تخص قانون الاستفتاء والمفوضية المعنية بالاستفتاء حيث تم إنجازهما وستقوم الأممالمتحدة بدور فاعل فى هذا الاستفتاء بمشاركة الجامعة العربية والاتحاد الأفريقى وبعض المنظمات الإقليمية الأخرى للقيام باستفتاء فى جميع مناطق الجنوب بصورة صحيحة ونزيهة. وكشف كرتى عن صعوبات تواجه المفاوضات بين الشمال والجنوب فيما يخص ترسيم الحدود حيث التداخل السكانى بين الشمال والجنوب واتفقنا على أغلبية بنود هذا الاتفاق وتحديد مسافة الحدود إلا أن الاتفاق برمته مازال يواجه مصاعب وهو الآن بيد الرئاسة السودانية أما ملف منطقة أيبيى فلم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنها ولكن هناك نوايا طيبة لحل هذه المسالة. أما مشكلة البترول الذى ينتج بنسبة 70 فى المائة منه فى الجنوب ويخص الشمال فقط الباقى المتمثل فى الثلاثين فى المائة فيجرى التفاوض بشأنه لوجود مصافى وأنابيب نقله ومكان تصديره فى الشمال وحتى اعتماد الجنوبيين على أنفسهم وبناء هذه الموارد وتصديره ونقله عبر موانئ أخرى سيأخذ وقتا مع الأخذ فى الاعتبار أنه المورد الأساسى للجنوبيين ولهذا السبب ينبغى التفكير بصورة إيجابية ولا ينظر الجنوبيون إلى أطراف لا تريد المصالحة. وعلى جانب آخر، بدأ رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير مايردت والنائب الأول للرئيس السودانى، زيارة إلى الولاياتالمتحدة تتضمن جولة فى العاصمة واشنطن، ومدينة ناشفيل بولاية تينيسى، وولاية أيوا. وقال مصدر دبلوماسى مطلع فى واشنطن ل«الشروق» إن كبار مسئولى الإدارة الأمريكية رفضوا طلبات تقدم بها سلفا كير لمقابلات خاصة بالرئيس الأمريكى باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلارى كلينتون ونائب الرئيس جو بايدن ووزير الدفاع روبرت جيتس، حيث سيكتفون بالاجتماعات التى ستعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل حول قضية السودان بمدينة نيويورك والتى سيشارك فيها الرئيس الأمريكى. وينظم تجمع أعضاء الكونجرس من الأفارقة الأمريكيين مؤتمرا كبيرا عن الولاياتالمتحدة وأفريقيا يشارك فيه المسئول السودانى فى واشنطن. وتعد ولاية تينيسى أحد معاقل الكنائس اليمينية التى تدعم حكومة جنوب السودان، وتجىء هذه الزيارة فى توقيت مهم، إذ حذرت وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبوع الماضى الأطراف السودانية من مخاطر عدم تنفيذ بنود اتفاقية السلام الشامل، وناشدتهم الالتزام بموعد أجراء استفتاء يناير المقبل كما هو مخطط له.