وسط إجراءات أمنية خاصة، تحتفل جامعة القاهرة اليوم الخميس بمنح سوزان مبارك حرم رئيس الجمهورية الدكتوراه الفخرية فى علم الاجتماع، حيث تولت «الرئاسة» تنظيم الاحتفالية وتوجيه الدعوات إلى أساتذة الجامعة والأكاديميين، وتم منع الأساتذة المعارضين من الحضور، ومن بينهم مجموعة العمل من أجل استقلال الجامعة المعروفة باسم حركة 9 مارس. وعلمت «الشروق» أن بعض القيادات الجامعية لن يتمكنوا من الحضور اليوم بسبب عدم وصول الدعوات المختومة من الرئاسة، أحدهم يشغل منصب نائب رئيس جامعة، فى حين حصلت زوجة أحد نواب رئيس الجامعة على ثلاث دعوات للحضور. واختلف أساتذة الجامعة فى حصول حرم الرئيس مبارك على الدكتوراه الفخرية، ففى الوقت الذى انتقدت فيه حركة 9 مارس ما سمته النفاق السياسى اعتراضا على منح التكريم لأصحاب السلطة، أكد د. سامى عبدالعزيز عميد كلية الإعلام والمتحدث باسم الجامعة أن التكريم لم يأت لأن حرم الرئيس فى السلطة وإنما نتيجة لجهودها فى العمل العام وأضاف «لا يمكن انكار جهودها فى مشروع القراءة للجميع أو بناء مكتبة الإسكندرية أو تشجيع رجال الأعمال للتبرع لمستشفى السرطان أو فى مساعدة الفقراء فى الدويقة»، وأضاف أن الجامعة لم تتعمد تجاهل أى شخصية اكاديمية لحضور التكريم. وأضاف أن آخر دكتوراه فخرية منحتها الجامعة كانت لانيتا شافان وزيرة التعليم والبحث العلمى الألمانية تقديرا لجهودها وزيادة حجم تعاونها مع مصر، كما أن أول دكتوراه فخرية كانت من نصيب تيودور روزفلت وكان رئيسا للولايات المتحدة فى ذلك الوقت، وبالتالى فإن سبب وجود الشخص فى السلطة منتفٍ بحد قوله، وتابع «اعتقد أن منحها الدكتوراه الفخرية من بعض الجامعات الأمريكية لم يكن من أجل النفاق». وأوضح د. محمد أبوالغار الأب الروحى لحركة 9 مارس لاستقلال الجامعات قال ل«الشروق»: «بيان الحركة ليس هجوما على سيدة مصر الأولى لأن لها دورا اجتماعيا معروفا لكن المشكلة تكمن فى تدخل الجامعة فى هذا الأمر وتوظيف هذا الحدث من قبل بعض الأكاديميين للحصول على الامتيازات أو الترقى»، ودلل أبوالغار على أنه لم يسمع عن اعتراض أى شخص فى مجلس الجامعة على اقتراح قسم علم الاجتماع، «منح الشخصيات الأجنبية الدكتوراه الفخرية لم يكن النفاق دافعا له، ويعتبر نوعا من التكريم لهذا لم نصدر بيانا للاعتراض» بحسب أبوالغار. استندت حيثيات منح الدكتوراه الفخرية لسوزان مبارك إلى العديد من الاعتبارات، منها ما هو علمى تمثل فى حصول السيدة سوزان مبارك على درجة الماجستير فى علم الاجتماع من الجامعة الأمريكية عام 1982، ومنها المبادرات العديدة التى أسهمت فى إثراء مفهوم العمل الاجتماعى العام والتطوعى على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية وبخاصة فى مجالات تمكين المرأة واستقرار الأسرة وحماية حقوق الطفل ونشر وتأكيد قيم وثقافة السلام.