أفاد تقرير إخباري أن بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، أيد خطوة وسيط دولي لتسهيل مهمة عودة دكتور خليل إبراهيم، زعيم حركة العدل والمساواة، إلى داخل الإقليم لإجراء مباحثات معه حول مشاركته في مفاوضات السلام المتعلقة بدارفور. ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، في نسختها الصادرة اليوم الأحد، عن مصادر وصفتها ب"المطلعة" قولها: إن بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، رحب بخطوة الوسيط الدولي المشترك جبريل باسولي بشأن البحث عن تسهيل دخول رئيس حركة العدل والمساواة إلى دارفور قادما من طرابلس. وأضافت أن هذه الخطوة "وجدت الترحيب من الحركة المتمردة التي اعتبرت أن وجود زعيمها بين قواته بالميدان هو الاتجاه الصحيح". ويبدأ باسولي، الوسيط الدولي المشترك من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي لعملية السلام في دارفور، مشاورات في الدوحة مع مسؤولين قطريين تتعلق بعملية السلام في دارفور التي تستضيفها قطر. وكان خليل إبراهيم قد احتجز في العاصمة التشادية أنجمينا في 19 مايو الماضي وهو في طريقه إلى قواته في دارفور، بعد فشل محادثات في الدوحة، وطلب العودة إلى طرابلس التي يقيم بها منذ ذلك الوقت؛ مما خلق أزمة دبلوماسية بين ليبيا والسودان. ويرفض إبراهيم منذ ذلك الوقت العودة إلى المفاوضات إلا إذا تم تسهيل عودته إلى قواته في دارفور. وكان باسولي قد قال في تصريحات سابقة إنه سيصل إلى العاصمة السودانية الخرطوم لإجراء لقاء مع المسؤولين في الحكومة حول تأمين عودة رئيس حركة العدل والمساواة إلى إقليم دارفور. وأضاف: "سأعقد اجتماعات مع السلطات في طرابلس وأنجمينا لتسهيل عودة خليل إلى دارفور"، مشيرا إلى أنه سيطلب من بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور (يوناميد) تقديم الدعم الفني لتسهيل الاجتماع الذي سيجمعه مع زعيم الحركة في دارفور، غير أنه لم يحدد مكان وزمان الاجتماع بينه وخليل إبراهيم. وذكرت المصادر أن باسولي لم يلب دعوة الخرطوم له للمشاركة في الاجتماع الذي دعت إليه الحكومة الأطراف الدولية حول مناقشة إستراتيجية الخرطوم لسلام دارفور الذي عقد الشهر الماضي، ولمحت بأن الوسيط المشترك غير راض عن تلك الإستراتيجية باعتبار أنها ضد التفويض الممنوح له من قبل الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي لإيجاد حل متفاوض عليه في الإقليم. وقالت المصادر إن تحرك باسولي يتزامن مع تحرك واشنطن في الاجتماع المزمع عقده في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، والذي يضم الرئيس الأمريكي باراك أوباما والأطراف الدولية الأخرى إلى جانب نائبي الرئيس السوداني سلفا كير ميارديت وعلي عثمان طه. وأضافت: "باسولي يجد غطاء دوليا من قبل عدد مقدر من الدول الغربية". وكشفت المصادر أن باسولي سيتوجه -في غضون الأيام القادمة- إلى نيويورك لإطلاع مجلس الأمن الدولي بشأن العملية السلمية في دارفور، وأنه سيصل الخرطوم بعد الرابع والعشرين من الشهر الحالي لإجراء مشاورات مع المسؤولين في الحكومة السودانية لتحريك جمود المفاوضات بينها والحركات المسلحة. وتعتبر خطوة باسولي في تسهيل إعادة زعيم العدل والمساواة إلى دارفور هي الأولى منذ الأزمة التي نشبت بين الحركة والوسيط المشترك والدولة التي تستضيف مفاوضات السلام. من جانبه رحب أحمد حسين آدم، المتحدث باسم حركة العدل والمساواة، بخطوة باسولي، معتبرا أنها جاءت متأخرة لكنها في الاتجاه الصحيح واستجابة لطلب حركته. وقال حسين إن "وجود خليل في الميدان حق مكفول بالقانون الدولي، لأنه يمثل حركة لديها شرعية ويمثل شعبا لديه قضية، هذا هو موقفنا المبدئي"، مشيرا إلى أن حركته ستنتظر اتصال باسولي المباشر لتتعرف على الخطوة رسميا.