حذر د. محمد المهدى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، من تغيير التوقيت أكثر من مرة فى وقت قصير هذا العام، مؤكدا أن هذا يؤثر على ثبات الساعة البيولوجية لجسم الإنسان، مما يجعله يشعر بحالة من التوتر والعصبية وسرعة الاستثارة وقلة التركيز وقلة الإنتاج والإبداع. كان مجلس الوزراء قد قرر فى 7 أغسطس الماضى وقف العمل بالتوقيت «الصيفى» اعتبارا من الأربعاء، 11 أغسطس، بسبب حلول شهر رمضان، وتم استئناف العمل بالتوقيت الصيفى اليوم، وتقديم الساعة 60 دقيقة، وحسب القانون رقم 14 لسنة 1995، فإن العمل بالتوقيت الصيفى يستمر حتى نهاية يوم الخميس الأخير من شهر سبتمبر الموافق 30 من نفس الشهر، على أن يعود العمل بالتوقيت الشتوى يوم الجمعة أول أكتوبر. المهدى أضاف ل«الشروق» أن هناك ما يسمى «بالساعة البيولوجية» فى المخ وهى آلية شديدة الحساسية، قادرة على استشعار التغيرات فى البيئة المحيطة بجسم الإنسان، وتنظم عددا من وظائف الجسم المتباينة كالنوم والتمثيل الغذائى والتى ترتبط بمواعيد النوم، وكلما كان هناك ثبات فى الساعة البيولوجية، كانت الصحة النفسية فى مستوى أعلى، لأن النوم أثناء الليل يفرز مادة «الملاتونين» فى المخ، وهى المسئولة عن توازن وظائف الجهاز العصبى. وأشار إلى أنه من الأفضل تغيير التوقيت مرة واحدة فى العام، لأن تغييرها المتكرر يؤدى إلى اضطرابات مزدوجة لدى الإنسان فى الحياة والحالة النفسية والنوم، لافتا إلى أن هذا التغيير يفسر الأحوال المضطربة للناس فى النهار، حيث تجد الكثير من الموظفين نائمين فى عملهم ومتوترين. وطالب المهدى المواطنين بالاكتفاء بالتغيير الرسمى للساعة، وألا يغيروا مواعيد نومهم، حتى لا يتضاعف تأثير تغيير الساعة. ومن جانبه، استبعد د. جمال أبوالنصر، أستاذ أمراض القلب بالمعهد القومى للقلب، تغيير الساعة على قلب الإنسان، لأن التغيير لفترات قصيرة ليس ذا خطورة، وإنما تزداد الخطورة عند التغيير بفارق 8 ساعات. وأوضح أستاذ أمراض القلب أن معدل حدوث أزمات القلب يزداد فى الساعات الأولى من الصباح الباكر، حيث إن التجارب العلمية أكدت أنه يحدث اضطرابات فى الجهاز العصبى وتزداد ضربات القلب مما قد يؤدى إلى الإصابة بالأزمات القلبية.