الكثير من الصخب أثارته آبل فى المؤتمر الصحفى الذى أقامته يوم الأربعاء الماضى فى نفس المكان الذى ظهر منه آى باد للمرة الأولى، لم تقدم آبل خلال المؤتمر منتجا جديدا يجعل رءوس المستخدمين فى العالم تدور إليه لا إراديا كما حدث مع آى باد فى شهر أبريل الماضى، ولكنها قدمت موديلات معدلة جديدة من أجهزة «آى بود» iPod المخصصة للاستماع للأغانى والموسيقى وعرض مقاطع الفيديو، وهى الأجهزة التى حذر العديد من الخبراء من قرب نهايتها مع تطور الأجهزة الأخرى التى أصبحت تقدم مميزات أشمل وأعم من مميزات آى بود، كما أثارت آبل لهفة المستخدمين لتجربة «تليفزيون آبل» Apple TV الجديد من خلال عدد من التغييرات الجوهرية التى أجرتها آبل على شكل وسعر الجهاز، مع تحديث الخدمات المقدمة من خلاله بالاتفاق مع عدد من الشركات الأخرى. جيل جديد من «آى بود» يعتبر آى بود هو الجهاز الذى قاد ثورة انتشار الأجهزة المحمولة للاستماع إلى الموسيقى منذ انطلاقه فى الأسواق منذ عقد كامل تقريبا فى بداية عام 2001، وساعد على عودة آبل إلى السوق بقوة بعد فترة عصيبة قضتها الشركة فى عقد التسعينيات، وعلى الرغم من تحذير العديد من الخبراء من قرب انقراض أجهزة آى بود كما هو الحال دائما فى التقنيات القديمة عندما تظهر تقنيات جديدة تحل محلها بكفاءة أكبر، وانخفاض مبيعات أجهزة آى بود بشكل كبير مقارنة بمبيعات أجهزة أخرى تنتجها آبل مثل آى فون وآى باد. إلا أن آبل لا تزال ترى الفرصة أمامها للاستفادة من آى بود وترويجه فى الوقت الحالى قبل انقراضه المتوقع، وقد صرح ستيف جوبز المدير التنفيذى لآبل بأن عدد أجهزة آى بود التى باعتها الشركة وصل إلى أكثر من 275 مليون جهاز منذ إطلاقه فى بداية القرن الجديد، وذلك أثناء تقديمه لجيل جديد من خطوط إنتاج آى بود، وهو الجيل الذى وصفه جوبز بأنه «التغيير الأكبر على الإطلاق الذى تشهده أجهزة آى بود». الجيل الجديد من أجهزة آى بود الذى قامت آبل باستعراضه خلال المؤتمر سيكون متوافرا فى الأسواق خلال يومين تقريبا، وقد غاب عن خطوط الإنتاج الجديدة جهاز «آى بود كلاسيك» iPod Classic والذى كان أهم ما يميزه هو احتواؤه على أكبر مساحة تخزين تقدمها أجهزة آى بود بحجم 128 جيجا بايت، وكان مخصصا لعشاق الموسيقى والأفلام الذين يحبون أن يحتفظوا بكميات هائلة من المواد الترفيهية على أجهزتهم مباشرة، أما الجيل الجديد من جهاز «آى بود تاتش» iPod Touch فسوف يكون أكثر نحافة من الجيل السابق له، وأهم ما يميزه كاميراتان خلفية وأمامية، وذلك لإتاحة إجراء دردشة مرئية بالفيديو عن طريق الاستعانة ببرنامج «فيس تايم» FaceTime من آبل، وهو البرنامج الذى أطلقته الشركة فى الصيف الماضى لمستخدمى آى فون، وسوف يتوفر آى بود تاتش الجديد بسعر 230 دولارا لذاكرة بحجم 8 جيجا بايت، و300 دولار لذاكرة بحجم 32 جيجا بايت، و400 دولار لذاكرة بحجم 64 جيجا بايت، وتعتبر الأخيرة هى أكبر ذاكرة تقدمها آبل حاليا لأجهزة آى بود. وللمرة الأولى سيتحول جهاز «آى بود نانو» iPod Nano إلى جهاز بشاشة تعمل باللمس فى خطوط الإنتاج الجديدة من آبل، ويتميز الجيل الجديد من آى بود نانو أنه فى نصف حجم الجيل السابق له تقريبا، وهو الأمر الذى يجعل من السهل تعليقه فى الملابس الرياضية للاستماع للأغانى أثناء القيام بالتمارين، ويأتى الجيل الجديد بسبعة ألوان مختلفة يختار المستخدم من بينها ما يناسبه، وبسعر 150 دولارا لذاكرة بحجم 8 جيجا بايت، و180 دولارا لذاكرة بحجم 16 جيجا بايت. أما جهاز «آى بود شافل» iPod Shuffle فى الجيل الجديد فهو أكبر حجما من الجيل السابق له، وذلك نتيجة لإضافة آبل لأدوات تحكم فى الجهاز بدلا من التحكم فيه عن طريق الأوامر الصوتية أو أدوات التحكم الموجودة فى السماعات الخاصة بالجهاز كما كان الأمر فى الجيل السابق، ويأتى الجيل الجديد من آى بود شافل فى خمسة ألوان مختلفة وبسعر 50 دولارا فقط، أى أقل 10دولارات عن سعر الجيل السابق له. شبكة اجتماعية للموسيقى كما كشف ستيف جوبز المدير التنفيذى لشركة آبل عن تحديث أخير لخدمة «آى تونز» iTunes من آبل، ويتضمن التحديث الأخير شعارا جديدا للخدمة، وخصائص وأدوات جديدة للمستخدمين، مع الإعلان عن شبكة اجتماعية خاصة بآى تونز تدور حول الموسيقى، أطلقت عليها شركة آبل اسم «بينج» Ping، وهى الشبكة الجديدة التى وصفها جوبز بأنها «مزيج من فيس بوك وتويتر للموسيقى»، وستكون الشبكة الجديدة متاحة لمستخدمى برنامج آى تونز على أجهزة آى فون وآى بود تاتش بالإضافة إلى أجهزة الكمبيوتر المكتبية والمحمولة، مع إتاحتها ل160 مليون مستخدم هم عدد المشتركين فى خدمة آى تونز من آبل، حيث سيستطيع المستخدمون تتبع الحسابات الشخصية لأصدقائهم أو للموسيقيين المعروفين كما هو الحال فى تويتر، ومعرفة ما يستمع إليه الأصدقاء حاليا أو ما يقومون بإبداعه والتعليق عليه، وأعلن جوبز خلال المؤتمر أن عدد تحميلات الأغانى عبر آى تونز قد تجاوز 11,7 مليار تحميل حتى الآن، وأن أكثر من 450 مليون حلقة مسلسل تليفزيونى و100 مليون فيلم سينمائى قد تم بيعها عبر آى تونز، مع 35 مليون كتاب الكترونى قد تم تحميلها من خلال سوق آبل للكتب الإلكترونية iBook Store. تليفزيون آبل يخطف الأنظار أما أكثر ما أثار انتباه المتابعين للمؤتمر هو إعلان آبل عن التغييرات والتحديثات التى أجرتها على جهاز تليفزيون آبل، وهو أيضا أكثر ما اهتم جوبز بعرضه وتفصيله وإفراد مساحة كبيرة من الوقت له، وتليفزيون آبل هو عبارة عن جهاز رقمى يستطيع الدخول على شبكة الإنترنت لجلب المحتوى الترفيهى ثم يقوم بعرضه عبر شاشات التليفزيون، قدمته آبل للمرة الأولى فى عام 2006، ومن الواضح أن تليفزيون آبل الذى وصفه جوبز فى مرحلة ماضية بأنه «هواية» أصبح مشروعا تجاريا حيا تراهن آبل على نجاحه مع التغييرات الأخيرة التى أجرتها عليه. يأتى الجيل الجديد من تليفزيونات آبل بحجم أقل بكثير من الجيل السابق له، يصل إلى ربع حجم الجيل السابق تقريبا، حتى إن ستيف جوبز تعمد أن يمسكه فى قبضة يده لفترات طويلة أثناء المؤتمر للتأكيد على مدى صغر حجمه الجديد، وبانخفاض هائل فى السعر من 300 دولار إلى 100دولار فقط، ومن أهم التحديثات الجديدة على الخدمة منح مستخدمى تليفزيون آبل الجديد القدرة على مشاهدة الأفلام السينمائية الضخمة فى نفس يوم نزولها إلى صالات العرض بسعر 5 دولارات فقط، وإمكانية تأجير البرامج والمسلسلات الشهيرة التى يتم عرضها على شبكتىْ ABC وFox فى مقابل دولار واحد لكل برنامج يتم تأجيره، كما أعلن جوبز عن اتفاقية خاصة بين آبل وبين شركة تأجير المحتوى الترفيهى الرقمى «نت فليكس» Netflix لإتاحة تأجير عدد كبير من الأفلام والعروض التليفزيونية القديمة التى تقدمها الشركة الأخيرة، وسوف يكون التليفزيون الجديد من آبل متاحا بعد أربعة أسابيع فى بداية شهر أكتوبر القادم. تحديث نظام التشغيل أما آخر الإعلانات المهمة التى أذاعتها آبل يوم الأربعاء الماضى من خلال المؤتمر الصحفى الحاشد بالتصريحات، هو أنها سوف تقدم التحديث الأخير لنظام تشغيل الأجهزة المحمولة الشهير من آبل والمعروف باسم iOS بعد يومين تقريبا، وهو نظام التشغيل الذى صرحت آبل خلال المؤتمر بأنها باعت أكثر من 120 مليون جهاز مختلف يعمل به، وأنها لا تستطيع أن تكون أكثر سعادة من التطور والنجاح الذى يحرزه نظام التشغيل الخاص بها. http://www.apple.com/appletv/ http://www.apple.com/itunes/