قد يعطيك الاهتمام غير المسبوق بجهاز الكمبيوتر اللوحى «آى باد» الذى أطلقته شركة آبل مؤخرا انطباعا ما بأنه جهاز بلا عيوب أو نقائص، وعلى الرغم من تميز الجهاز بالفعل واحتوائه على الكثير من الصفات المبتكرة، إلا أن هذا ليس كل شىء، فبمجرد الإعلان عن الجهاز يوم الأربعاء الماضى، انبرى المتابعون فى تعداد عيوب ونقاط ضعف فى الجهاز يرونها أساسية، فهل تراها أنت كذلك؟! لا يدعم «فلاش» تعتبر من نقاط الضعف الواضحة فى الجهاز، والتى ترجع إلى الحرب المعلنة والخصومة ما بين شركتى آبل وأدوبى Adobe المنتجة لبرامج الفلاش فيديو، مما يجعل قول المدير التنفيذى لشركة آبل ستيف جوبز من أن: «آى باد هو أكثر من رائع بالنسبة لتصفح الإنترنت» محل شك بالنسبة للكثيرين من الخبراء، فما يعنيه جوبز فى الحقيقة هو كل أجزاء الإنترنت، التى لا تحتوى على برامج فلاش! كما أن مشكلة عدم دعم الفلاش لا تقتصر فقط على مقاطع الفيديو، والتى تستطيع آبل عرضها عن طريق تقنية أخرى، ولكنه يمتد إلى الإعلانات التجارية على مواقع الإنترنت، التى تستخدم تقنية الفلاش، وفى تلك الحالة لن تكون معروضة أثناء التصفح من جهاز آى باد. وظيفة واحدة فى نفس الوقت هى من أخطر نقاط الضعف التى تبرز فى المنتج الجديد آى باد، حيث لا يستطيع الجهاز سوى القيام بوظيفة واحدة فقط فى الوقت ذاته، ولا يدعم إمكانية تعدد المهام التى تدعهما تليفونات آى فون من شركة آبل أيضا، أو حتى كما يدعمها تليفون جوجل الجديد «نكسوس وان» Nexus One، والذى يحتوى على معالج مماثل لمعالج آبل بسعة 1 جيجا هرتز. وأرجع المسؤلون فى آبل ذلك إلى رغبتهم فى إطالة عمر البطارية إلى أطول مدة ممكنة، وهو ما حدث ووصل عمرها بدون شحن خارجى إلى 10 ساعات، ولكن تظل عدم إمكانية القيام بمهام متعددة مشكلة خطيرة تهدد رواج «آى باد». لا يدعم USB أيضا! الجهاز الجديد مخصص للتعامل مع ناقل بيانات مصنوع خصيصا من أجله اسمه «موصل آى باد» iPad connector، ولا يحتوى على مكان خاص لاستقبال توصيلات USB المخصصة لنقل البيانات والأكثر شهرة وانتشارا عالميا، وهو الأمر الذى يحد كثيرا من إمكانية تبادل الملفات بسهولة ويسر. عدم وجود فتحة SD Card وكالعيب السابق لا يحتوى جهاز آى باد الجديد على مساحة مخصصة لاستقبال كروت الذاكرة SD، مما يساعد ويزيد من صعوبة نقل البيانات إلى الجهاز الجديد بطرق تقليدية متوفرة وغير مكلفة. لا توجد كاميرا على الإطلاق أعتقد الكثيرون أن آى باد سوف يحتوى على كاميرا على الأقل، أو كاميرتين ليسمح بذلك بإقامة المكالمات المصورة والاجتماعات المرئية بين الأفراد، ولكن خاب أمل الجميع مع رؤيتهم للجهاز الذى خلا تماما من أى نوع من أنواع الكاميرات، وهو ما عده الخبراء عيبا خطيرا وفادحا فى الجهاز الجديد، واستغرب العديدون كيف أخرجت آبل جهازها بلا كاميرا نهائيا. السعر العالى نسبيا: على الرغم من أن سعر آى بود الذى تم الإعلان عنه يوم الأربعاء الماضى قد وصل تقريبا إلى نصف السعر، الذى توقعه الخبراء للجهاز الجديد قبل الإعلان عنه، مما شكل نوعا من أنواع الرضا فى أوساط الخبراء والمستخدمين الغربيين على حد سواء، إلا إن السعر ما يزال مرتفعا للغاية بالنسبة لنا كمنطقة عربية، كما أن النسخة الأحدث من آى باد التى وصل سعرها إلى 829 دولارا تحتاج إلى اشتراك خاص مع إحدى شركات الاتصالات، التى تقدم خدمة 3G ليتمكن المستخدم من الاستفادة بالخدمة المتاحة، مما يشكل أعباء إضافية على كاهل المستخدمين إضافة إلى السعر المرتفع نسبيا للجهاز. شاشة محدودة الإمكانات شاشة جهاز آى باد ليست من نوعية الشاشات OLED التى ترتفع تكلفتها إلى درجة كبيرة، كما أن الشاشة ليست أيضا من نوعية e-ink التى تعمل على سهولة ويسر قراءة النصوص المكتوبة، مما يؤدى فى النهاية إلى أن آى باد لن يكون ملائما لقراءة المواد الطويلة وسيرهق العينين فى حالة استخدامه للقراءة لفترات طويلة، على العكس من حالة الإطلاع السريع أو القراءة القصيرة المختصرة، التى يوفرها آى باد بشكل جيد. استيراد الفيديو إلى شاشة عرض خارجية ليس واضحا حتى الآن كيف سيستطيع مستخدم آى باد من عرض لقطات الفيديو من على الجهاز إلى شاشة عرض خارجية وفقا لما أعلن عنه المسئولون فى آبل، وذلك لأن آى باد لا يحتوى على أى فتحة مباشرة تعمل على خروج لقطات الفيديو إلى شاشة عرض خارجية، ويبدو أن الأفراد سوف يعتمدون على أجهزة أخرى مساندة لكى يستطيعوا استخدام هذه الخاصية مما يشكل عبئا إضافيا عليهم. الشبكات الداخلية حتى الآن لا توجد خصائص واضحة لكيفية اتصال آى باد مع الأجهزة المختلفة المستخدمة فى الشبكات الداخلية مثل الطابعة والماسح الضوئى وغيرهما، فهو لا يحتوى على وصلات شهيرة مثل الفايرواير أو إيثرنت، مما يصعب العملية على المستخدمين لطباعة الملفات المرفقة عبر الإيميلات أو الصور المحفوظة على آى باد. مساحة تخزين قليلة حجم سعة الذاكرة المتاحة للتخزين عليها فى آى باد يعتبرها الكثيرون مساحة قليلة وغير كافية، ولكن على الرغم من ذلك فنظرا للطريقة، التى من المتوقع أن يتم استخدام آى باد بها من اعتماد على الإنترنت بشكل كبير، فالمساحة الضخمة والذاكرة الكبيرة ليست أساسيات ضرورية للدرجة. غياب مشغلات الأسطوانات يعتمد آى باد على توفير متجر ضخم للغاية للمستخدمين من خلال خدمة «آى تيونز» iTunes، والتى يستطيع الفرد من خلالها شراء وتحميل أى نوعية من الموسيقى يرغب بها، ومن وجهة نظر شركة آبل فإنه لا توجد ضرورة لتزويد آى باد بأجهزة لقراءة الأسطوانات العادية CD والمضغوطة DVD ما دام الأفراد يستطيعون الحصول بسهولة على ما يريدونه عن طريق الشراء من آى تيونز، فهل توافق آبل فى الرأى؟