أدى ارتفاع سعر القمح عالميا بنسبة 7% فى نهاية الأسبوع الماضى، على خلفية إعلان روسيا عن تمديد الحظر على صادراتها منه حتى نهاية العام المقبل، إلى صعود أسعار باقى الحبوب الرئيسية مثل الذرة والأرز بنفس النسبة تقريبا. وتوقع على شرف الدين، رئيس غرفة صناعة الحبوب، أن ترتفع أسعارها بصفة عامة فى السوق المحلية بنفس النسب العالمية، موضحا انه عادة ما ترتفع أسعار كل الحبوب فى حالة صعود سعر أحد أنواعها الاستراتيجية مثل القمح أو الذرة، «فتزيد باقى الحبوب بنفس نسبة زيادة نوع الحبوب الرئيسى». وقد قفزت أسعار كل من القمح والذرة والأرز فى نهاية الأسبوع الماضى، بعد إعلان روسيا عن تمديد حظرها على صادراتها من القمح حتى نهاية 2011، بدلا من نهاية العام الحالى كما كان مقررا من قبل، وفقا لجريدة الفاينانشيال تايمز البريطانية، وزاد سعر القمح بنسبة 7.3% فى أسواق السلع. وفى بورصة شيكاغو الأمريكية للسلع قفز سعر الذرة بنفس نسبة زيادة القمح، يوم الجمعة، ليصل لأعلى مستوى له خلال 23 شهرا، كما زاد سعر الأرز بسبب مخاوف التجار من أن يؤدى استمرار مشاكل المناخ الجاف فى الإضرار بالمحاصيل الزراعية. ويرى شرف الدين أن القرار الروسى ومشاكل المناخ سيؤديان إلى استمرار العجز فى المعروض العالمى من الحبوب وارتفاع الأسعار، وتوقع أن يزيد سعر الطن من الحبوب بنحو 50 دولارا إضافية حتى نهاية العام الحالى. وأضاف رئيس غرفة صناعة الحبوب أن هذه التوقعات تجعل سعر توريد الذرة والقمح الذى أعلنته وزارة الزراعة مؤخرا مع بداية المحصول الجديد غير مجد، فقد قالت الوزارة إن سعر إردب الذرة سيتراوح بين 230 و250 جنيها، والقمح سيصل إلى 300 جنيه، «هذه الأسعار أعلى من الأسعار العالمية حاليا، لكن عند الحصاد سيكون السعر العالمى أكبر بكثير» حسب تعبير شرف الدين. وقامت مؤسسة أف أوه ليشت، التى تتبع إدارة الاستشارات بوزارة الزراعة الألمانية، فى نهاية الأسبوع الماضى بخفض توقعاتها لإنتاج القمح العالمى فى موسم 2009 2010 إلى 641.2 مليون طن، وهو أقل من محصول الموسم الماضى، والذى بلغ 675 مليون طن، كما يقل عن توقعات سابقة للمؤسسة لإنتاج العام الحالى بلغت 645.2 مليون طن. وأشارت المؤسسة إلى أن هذه الكمية «تكفى بالكاد صناعة تربية الحيوانات فقط» حسب تعبيرها. «أسعار اللحوم سترتفع أيضا فى مصر بسبب زيادة أسعار الحبوب»، تبعا لشرف الدين، وتمثل الذرة الصفراء نسبة 70% من غذاء الدواجن، كما تمثل ثلث مكونات علف الماشية المخصصة لتوفير اللحوم. وتوقع محللون عالميون أن تتحرك أسعار الحبوب بصورة عرضية بدون ارتفاع أو انخفاض فى أسواق السلع العالمية خلال الأسبوع الحالى، بحسب الفاينانشيال تايمز، وذلك بسبب حالة الترقب التى تسيطر على العالم انتظارا لإعلان إدارة الزراعة الأمريكية عن نتائج دراستها لإنتاج العالم من الحبوب فى الموسم الحالى. وأشارت الفاينانشيال تايمز إلى أن الصعود السريع فى أسعار الحبوب العالمية سيؤدى إلى خلق مخاوف بشأن حدوث عجز فى المخزون الاستراتيجى العالمى منها من حصاد موسم 2008 2009، وإلى وجود مشاكل فى الدول النامية.