كما هى عادته، آثر الرئيس الأمريكى باراك أوباما ألا يبدأ إجازته الصيفية، إلا وفى جعبته مجموعة من الكتب التى اقتناها بنفسه لقراءاتها خلال فترة الإجازة، والتقطته عدسات المصورين لحظة خروجه من المكتبة وفى حوزته حقائب ورقية بنية اللون تضم الكتب المنتقاة، والأهم من ذلك أنه كان يصطحب معه ابنتيه ساشا، 9 سنوات، وماليا، 12 سنة، اللتين اقتنتا أيضا كتبا لقراءتها خلال الإجازة. رواية «حرية»، وهى أحدث روايات جوناثون فرانزن، كانت من أبزر روايات «أوباما» المختارة، وكذلك رواية «مصلحون» لبول هاردينج، و«تصويبات قليلة» لبراد ليثوسر، أما من أبرز كتب الأطفال التى اختارها لابنتيه فكان «الفرس الأحمر» لجون ستينبيك. اللافت أن اختيارات أوباما وقائمة كتبه للصيف كانت مثار اهتمام جماهيرى واسع لقى صداه على منتديات الإنترنت التى طرحت «ماذا تعكس اختيارات أوباما من جوانب شخصيته»؟ ومن بين «الاجتهادات» التى راحت تتفاعل مع هذا التساؤل، من ذهب إلى أن الرئيس يعانى من حالة مزاجية أقرب للانسحابية والانهزامية وذلك يعكسه ميله للقراءات الروائية، باعتبار أن المسئولين عادة ما يميلون إلى قراءة الأعمال التى تروى سيرة زعماء آخرين أو قراءات تاريخية وافترض هذا الطرح أن الرئيس أوباما ربما آثر أن يفتش داخل المكتبة عن أعمال يهرب بها من واقع سنة كبيسة شهدها الاقتصاد الأمريكى. البعض قارن بين هذا الاتجاه للأعمال الروائية وبين اختيارات أوباما العام الماضى لقائمة كتب الصيف، التى كان على رأسها كتاب «حار، مسطح، ومزدحم» للشهير توماس فريدمان، والسيرة الذاتية لجون آدمز، واعتبر أن ميله للأعمال الروائية هذا العام يشى بأنه فى حالة مزاجية كئيبة تماما كتيمات الروايات التى اختارها، فرواية فرانزن «حرية» على سبيل المثال تروى قصة انهيار عائلة أمريكية، أما «مصلحون» فتقص مأساة وفاة بسبب السرطان. كما ذهبت القراءات إلى أن اختيار أوباما ل«تصويبات قليلة» يعود إلى «أسباب أبوية» حسب أحد المحللين الذى قال إن الرواية تحكى عن صبى اكتشف بالتدريج كيف أن والده، الذى كان يعمل فى مجال المبيعات، أنكر عائلته وهجرها، ويذهب التحليل إلى أن هذه الرواية تحتوى على إسقاطات واضحة لها انعكاساتها فى تاريخ أوباما الأب نفسه. تجدر الإشارة إلى أن فصل الصيف يعتبر من الفصول الخاصة التى تحتفل بها المكتبات فى الولاياتالمتحدة، وتعد العدة لرصد أفضل اختياراتها للقراءة خلال عطلة هذا الفصل وعادة ما تكون أعمالا روائية حققت نجاحا خلال العام وتحتوى على عناصر فنية مشوقة ومثيرة، وكثيرا ما تحدد الشخصيات العامة والمؤثرة كذلك قائمة قراءاتها «الصيفية» وترشحها للجمهور للاقتناء من بينها واصطحابها خلال العطلة، وتعتبر المذيعة الشهيرة أوبرا وينفرى من أبرز الحريصات مع كل فصل من فصول الصيف على أن ترشح قائمة من الكتب التى يطلق عليها أيضا «كتب الشاطئ»، وهذا العام كانت من أبرز اختياراتها رواية «ملوك الأرض» لجون كلينش، ورواية «حزن كعكة ليمون» لإيمى بيندر، و«أحدهم يعرف اسمى» للورانس هيل، و«لو أحببتك سأقول لك هذا» لروبين بلاك، و«الممر» لجوستين كرونينن.