رغم المخاوف الأمنية التى بدأت تتردد حول استخدام أجهزة الهواتف الذكية فى الفترة الأخيرة إلا أن بعض الإحصاءات تتوقع أن ترتفع حصة الهواتف الذكية لتصل إلى 37% من إجمالى سوق الهواتف المحمولة عالميا بحلول عام 2014. كما تتجه منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لتحقيق معدل نمو سنوى يصل إلى 39% على مستوى مبيعات أجهزة الهواتف الذكية خلال نفس الفترة. وحسب تقرير لمكتب الدراسات Gartner فإن سوق الهواتف الذكية سجلت زيادة قدرها 13.8 % مقارنة بالعام الماضى، وقدرت مبيعاتها بنحو 61.6 مليون هاتف ذكى من مجمل 325.6 مليون هاتف تم بيعها خلال الربع الثانى من العام الحالى. المخاوف الأمنية التى تحيط بأجهزة الهواتف الذكية تمتد إلى فكرة الاختراقات عن طريق البرمجيات الحديثة والتى يمكن ان تصيب هذه الاجهزة بسبب اتصالها الدائم بشبكة الإنترنت وقد اقامت مؤسسة «لوك أوت» المتخصصة فى أمن المعلومات بفحص 300 ألف برمجية تستخدمها الهواتف الذكية، وتوصلت إلى ان بعضها تصل إلى معلومات أبعد مما يتصور المستخدم. وحسب الشركة فإن إحدى البرمجيات المتخصصة فى تغيير صورة الخلفية فى بعض الأجهزة الذكية تقوم بنسخ أرقام الهواتف المخزونة فى الجهاز وإرسالها إلى خادم تملكه شركة صينية لتطوير البرمجيات. ويرى متخصصون أن الطلب المتزايد على الهواتف الذكية والنمو الاقتصادى العالمى بالإضافة إلى قيام شركات تصنيع الهواتف المحمولة بطرح هواتف ذكية رخيصة الثمن نسبيا «تبدأ من 300 دولار» هى أسباب رئيسية وراء ارتفاع مبيعات الهواتف الذكية خلال الفترة المقبلة. حتى الآن لا يوجد تعريف محدد للهواتف الذكية حسب عبدالعزيز بسيونى أستاذ الاتصالات إلا أن التعريف الأقرب للدقة كما يرى هو «الهاتف الذى يوفر مزايا تصفح الإنترنت والبريد الإلكترونى وفتح ملفات الأوفيس ويحتوى على لوحة مفاتيح كاملة». وانتشار هذه الهواتف بهذه السرعة يرجع إلى مميزات عديدة تبعا لبسيونى أهمها قيام هذه الهواتف بدور أجهزة الكمبيوتر المحمولة بالإضافة إلى سهولة استقبالها للتطبيقات والبرامج المختلفة. وتعتمد الهواتف الذكية فى تشغيلها على أنظمة مثل Android وiOS وSymbian والنظام الخاص بشركة Research In Motion المجهزة لهواتف ال BlackBerry. وتعد شركات مثل نوكيا وسامسونج وإل جى واتش. تى. سى هى أشهر الشركات المنتجة لأجهزة الهواتف الذكية بالإضافة إلى شركتى ابل وريسرش ان موشن. إلا أن جهاز البلاك بيرى الذى تصنعه شركة ريسيرش إن موشن الكندية شهد العديد من المشاكل فى بعض الدول العربية مؤخرا بعد تهديدات حكومية بحذر بعض تطبيقاته لدواعٍ أمنية، حتى استطاعت الشركة المصنعة الوصول إلى حلول فنية مع اغلب هذه الدول لتلافى الحذر، لافتة إلى اهتمامها بهذه الأسواق التى تشهد معدلات نمو جيدة. وقد بدأ انتشار البلاك بيرى فى منطقة الشرق الأوسط عام 2006، بالتعاون مع شركة اتصالات فى دولة الإمارات العربية المتحدة، وتابع انتشاره فى دول الخليج ثم دول إفريقيا حتى وصل إلى دول مثل نيجيريا وجنوب إفريقيا. ورغم مشاكل الخطر فإن مستخدمى البلاك بيرى فى مصر أعداهم فى تزايد حسب احد المسئولين فى شركة فودافون الذى يرى ان الجهاز تعدى كونه مجرد تليفون محمول ولكنه يقدم تقنية متكاملة، تشمل عناصر متنوعة مثل خادم للمعلومات، وأنظمة بلاك بيرى للشركات BlackBerry Enterprise Server التى تصل أنظمة الشركات الداخلية بالأجهزة الذكية من بلاك بيرى مع موظفيها وغيرها من الخدمات التى يوفرها الهاتف الذكى. وتقدر بعض الإحصاءات عدد مستخدمى البلاك بيرى فى مصر بنحو 200 ألف مستخدم. كما يحظى جهاز الآى فون الذى تنتجه شركة آبل بإقبال كبير من قبل المستهلكين ويعد أحد أشهر أجهزة المحمول الذكية، حيث حصد هذا الهاتف خلال الأشهر الثلاثة الأولى من إطلاقه حصة سوقية بلغت 27 % من السوق الأمريكية.