فلسفة الحكم كانت تقوم على إدخال البهجة والسرور على الشعب، هذا كان يحدث فى العصر الفاطمى ،أما الكيفية فكانت عن طريق باب «الزهومة»، أو باب المطبخ ، فيقول الدكتور محمود إبراهيم حسين، أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية جامعة القاهرة إن الخليفة الفاطمى كان يفتح أبواب القصر من ناحية المطبخ أو ما يسمى «باب الزهومة» كل يوم فى رمضان قبل وبعد الإفطار، ليدخل عامة الشعب لتناول الطعام والحلوى، اللذين كان يتبعهما تقديم الماء المثلج والمحلى بالسكر. ومن أشهر الحلوى الكنافة ويرجع أول ظهور تاريخى لها إلى العصر الأموى، وتختلف الرواية التاريخية عن الخليفة الذى تم صنع الكنافة من أجله، فالبعض يقول إنها صنعت خصيصا لمعاوية بن أبى سفيان، وآخرون ذهبوا إلى الخليفة عبدالملك بن مروان، إلا أن الثابت تاريخيا أن الفاطميين هم من طوروا حلوى الكنافة لتقدم بأشكال وأنواع مختلفة، حسبما يؤكد الدكتورحسين، ويقول: «لقد ربط الفاطميون المناسبات والأعياد بالعديد من الأكلات التى تتناول احتفالا بهذه المناسبة». والمعروف عن الكنافة أن كل بلد له طريقة فى صنعها، فكنافة الشام غير كنافة نابلس غير كنافة مصر، فالشوام يبدعون فى تقديم الكنافة بأكثر من شكل ونوع ويعتمدون على حشوها بالقشطة، فيما تشتهر مصر بالكنافة المحشوة بالمكسرات والعثملية. وكان من أشهر عشاق الكنافة الموسيقار الأندلسى زرياب الذى أسهم فى إدخال الحلويات العربية إلى الأندلس، فيما دفعت لذة الكنافة والقطائف جلال الدين السيوطى إلى جمع ما قيل فيها فى كتاب سماه «منهل اللطائف فى الكنافة والقطائف». ويعود الدكتور حسين ليحدثنا عن أن الفترة ما بين الإفطار والسحور كانت تشهد أكبر عملية تداول للحلويات بين المواطنين، حيث كانوا يتبادلون أطباق الحلوى المصنوعة من السكر فى الزيارات العائلية.