رغم تبنى مجلس النواب اللبنانى بعد 62 عاما قانون حرية العمل للاجئين الفلسطينيين الموجودين فى لبنان منذ حرب 48 فإن القرار لم يلاق ترحيبا من الفصائل الفلسطينية الموجودة فى المخيمات الفلسطينية لأنه لم يحقق الأهداف التى سعى الفلسطينيون من أجلها على مدى العقود التى عاشوها فى لبنان، وقال وليد العوض القيادى فى حزب الشعب الفلسطينى، الموجود حاليا فى بيروت فى اتصال هاتفى مع «الشروق» إن الفصائل الفلسطينية تقوم حاليا باتصالات مع القوى السياسية فى لبنان لإعطاء مزيد من الحقوق للفلسطينيين فى المخيمات وأهمها الضمان الاجتماعى والصحى، حيث يوجد آلاف من الفلسطينيين ولدوا فى لبنان. وقد شهد طرح قانون حق العمل للفلسطينيين داخل المخيمات على البرلمان جدلا بين عدد من الطوائف داخل لبنان بين مؤيد ومعارض لبعض هذه المقترحات واستغرق شهورا حتى تم إقراره، وأوضح وليد العوض أن الطائفة المسيحية، بعيدا عن الانتماءات السياسية، اعترضت على القانون بحجة انه سيحدث خللا ديمغرافيا فى لبنان واعتبرته توطينا مبطنا للفلسطينيين مما يشكل خللا فى التوزيع السكانى والطائفى فى لبنان، معتبرا أن القانون بإجازة العمل للفلسطينيين بعد حرمانهم من العمل فى 72 مهنة خطوة غير كافية يجب أن تعقبها خطوات أخرى. ولفت العوض إلى أن الفصائل الفلسطينية موقفها مازال غير واضح من إجازة العمل ولكن فى نفس الوقت نعتبره خطوة فى طريق إقرار باقى حقوق اللاجئين، منها الضمان الاجتماعى الذى تم تأجيل مناقشته خلال الدورة البرلمانية الحالية إلى جانب حق التملك، نظرا للظروف التى تمر بها لبنان ويكفى انه كسر حاجز الصمت والخوف من الفلسطينيين فى المجتمع اللبنانى وانهى فاصلا من القلق والتوتر مر بهما الشعب اللبنانى تجاه المقيمين فى المخيمات، خاصة بعد أحداث نهر البارد. وأضاف العوض أن اتصالات تجرى حاليا بين السلطة الفلسطينية والمسئولين فى لبنان لإعطاء مزيد من الحريات للفلسطينيين فى لبنان، ومنها حق التملك الذى حرم الفلسطينيون منه منذ عام 2001 فقط وإصلاح منازلهم دون الدخول فى أى تجاذبات داخلية لبنانية، مشيرا إلى أن هذه الخطوة لا تلبى الحاجات الفلسطينية. يذكر أن أن عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) يقدر بنحو 425 ألفا ويعيش كثير منهم فى 12 مخيما فى أنحاء لبنان بأوضاع تصفها الأممالمتحدة بأنها بائسة وينحدر هؤلاء اللاجئون من عائلات فرت أو أجبرت على الفرار بعد قيام إسرائيل باحتلال الأرض عام 1948، حيث استقر غالبيتهم فى سوريا والأردن إضافة إلى لبنان.