فى الوقت الذى يتابع فيه العالم أخبار منع خدمات تليفونات بلاك بيرى الشهيرة فى عدة دول، كشفت RIM الشركة الكندية المصنعة للتليفون يوم الثلاثاء الماضى عن أحدث موديلات بلاك بيرى الذى يحمل اسم «تورش» Torch ويحمل الرقم 9800، وهو الاسم الذى جاء من اسم شركة «موبايل تورش» Mobile Torch المتخصصة فى تطوير برامج تصفح الإنترنت والتى قامت شركة RIM بشرائها فى العام الماضى. ويتميز تليفون بلاك بيرى تورش الجديد بشاشة بحجم 3.2 بوصة تعمل باللمس، بالإضافة إلى لوحة مفاتيح كاملة منزلقة، بجانب لوحة المفاتيح الافتراضية الكاملة المتاحة للاستخدام عبر الشاشة التى تعمل باللمس، وهو ما يوفر للمستخدمين حرية الاختيار ما بين الطريقة القديمة فى التعامل مع البيانات وإدخال البيانات عبر لوحة المفاتيح العادية، أو الطريقة الحديثة عبر لوحة المفاتيح الافتراضية على الشاشة، وبالإضافة للشاشة التى تعمل باللمس والتى كانت تعتبر أهم ما يميز التليفونات المنافسة لبلاك بيرى سواء آى فون أو التليفونات التى تعمل بنظام التشغيل أندرويد من جوجل، فيحتوى بلاك بيرى تورش على كاميرا بجودة التقاط صور تصل إلى 5 ميجا بيكسيل ومزودة بالفلاش، مع خاصية فريدة تحت اسم «يونيفرسال سيرتش» Universal Search تتيح للمستخدمين البحث فى جميع جهات الاتصال المسجلة على التليفون المحمول مع بحث جميع رسائل البريد الإلكترونى الخاصة بالمستخدم وجميع مواقع الشبكات الاجتماعية التى يشترك فيها المستخدم أيضا، مع حصول المستخدم على تحديثات فورية من جميع هذه الأماكن من خلال خاصية أخرى هى «يونيفرسال فيد» Universal Feed. التليفون الجديد استغرق تطويره ما يزيد على 18 شهرا أو عامين ونصف العام تقريبا، ويعمل بنظام تشغيل جديد هو نظام بلاك بيرى 6، وهو النظام الذى أعلنت الشركة الكندية أنه سيكون متوافقا للعمل مع ثلاثة أنواع أخرى سابقة من تليفونات بلاك بيرى هى Bold 9650 وBold 9700 وPearl 3G، وتأمل الشركة فى أن يعيد لها التليفون المحمول جزءا من النصيب الذى فقدته فى السوق الأمريكية لصالح تليفونات آى فون والتليفونات التى تعمل بنظام التشغيل أندرويد من جوجل، خاصة بعد أن وصفت شركة RIM عملية إطلاق التليفون الجديدة بواحدة من أهم الأحداث التى تشهدها الشركة منذ ظهور أول بلاك بيرى فى الأسواق عام 1999، وإن كان عدد من الخبراء قد انتقدوا شاشة بلاك بيرى تورش والتى تقل نسبة وضوحها ونقائها إلى نصف تقريبا درجة الوضوح والنقاء فى شاشات آى فون وعدد من شاشات التليفونات التى تعمل بنظام التشغيل أندرويد. كما انتقد الخبراء قوة معالج التليفون الجديد من بلاك بيرى والتى تصل إلى 624 ميجاهرتز فقط، وتقل عن قوة معالجى البيانات فى التليفونات المنافسة، كما يأتى تورش بذاكرة داخلية تصل إلى 4 جيجابايت فقط، فى مقابل اختيار المستخدمين للآى فون ما بين 16 و32 جيجابايت للذاكرة الداخلية للتليفون. أهم ما يضيفه نظام التشغيل الجديد إلى تورش هو مجموعة من الخصائص المطورة عن التليفونات السابقة من خط إنتاج بلاك بيرى، فوفقا للمسئولين فى الشركة الكندية فإن الهدف هو تطوير الخدمات الموجودة بالفعل وزيادة جودتها وكفاءتها، عوضا عن استحداث خدمات جديدة تماما، حيث يضيف نظام التشغيل الجديد واجهة مستخدم معدلة لتكون أكثر ملاءمة لاحتياجات المستخدمين، ودعم تقنى أكبر لملفات الوسائط المتعددة المختلفة، وإتاحة أكبر لاستخدام تطبيقات التليفونات المحمولة المختلفة، مع سرعة أكبر فى تصفح مواقع الإنترنت. وكانت شركة RIM الكندية قد أطلقت فى العام الماضى سوقا إلكترونية للتطبيقات على الإنترنت مماثلا لسوق التطبيقات الخاصة بجهاز آى فون من شركة آبل، وإن كان لم يلق الترحيب والإقبال الكافى من قبل مستخدمى تليفونات البلاك بيرى، فى حين من المنتظر أن تأتى التطبيقات المختلفة محملة مسبقا على تليفون بلاك بيرى تورش الجديد قبل نزوله فى الأسواق الأمريكية يوم 12 أغسطس القادم، فى حين حددت الشركة سعر التليفون الجديد ب199 دولارا للجهاز، شاملا عقدا لمدة سنتين مع الموزع الحصرى له فى الولاياتالمتحدةالأمريكية حاليا شركة الاتصالات AT&T. والجدير بالذكر أن شركة RIM أطلقت أولى تليفوناتها التى تحتوى على شاشة تعمل باللمس فى عام 2008، أى بعد عام كامل من إطلاق آبل لآى فون الذى كان أول تليفون محمول يحتوى على شاشة تعمل باللمس بشكل كامل، وهو تليفون «بلاك بيرى ستورم» Blackberry Storm، ولم يلق التليفون نجاحا فى الأسواق نتيجة لثقل وزنه الكبير مقارنة بوزن آى فون، وامتلائه بالمشاكل التقنية والأعطال الفنية، أما التليفون الجديد بلاك بيرى تورش فيتميز بصغر حجمه وخفة وزنه، وتراهن RIM عليه للمنافسة بقوة فى سوق التليفونات المحمولة الذكية التى تعمل عن طريق لمس الشاشة.