حالت الانهيارات الأرضية التي سببتها أسوأ سيول تشهدها باكستان منذ 80 عاما، دون جهود الإنقاذ التي تواجه مشكلات بالفعل مع استعانة عمال الإغاثة بالحمير أو توجههم للمناطق المنكوبة سيرا على الأقدام للوصول إلى ملايين يحتاجون للمساعدة بشدة. وأدى سوء الأحوال الجوية إلى صعوبة استخدام طائرات الهليكوبتر لتوصيل المواد الغذائية إلى بعض أجزاء وادي سوات إلى الشمال الغربي من العاصمة إسلام اباد وهو من ضمن المناطق التي تضررت في البداية من السيول. ودمر عدد كبير من الطرق و تفاقمت الانهيارات الأرضية من عزلة الكثير من المناطق. وتسببت هذه الكارثة -التي جعلت الرئيس آصف علي زرداري الذي لا يحظى بشعبية في موضع الدفاع عن نفسه وحسنت من موقف الجيش الذي يقود جهود الإغاثة- في سقوط أكثر من 1600 قتيل وجعل مليوني شخص بلا مأوى. وقال موريزيو جيوليانو المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "من الصعب الحصول على إمدادات هناك وأريد أن أؤكد على أننا نتحرك إما سيرا على الأقدام أو باستخدام الحمير، نبذل كل الجهود الممكنة ونحن عاجزون عن الوصول إلى أغلب الأماكن في وادي سوات. وأثار قرار زرداري بالمضي في رحلاته الخارجية إلى أوروبا خلال الأزمة انتقادات جديدة لقيادته. وقام الجيش بالعمل الرئيسي في جهود الإغاثة في حين تلقى الحكومة انتقادات شديدة لما بدر منها من ارتباك. ويقول محللون إنه ليس هناك احتمال في أن يحاول الجيش الاستيلاء على السلطة بعد تعهده بالابتعاد عن السياسة ومع انشغاله بمحاربة المتشددين. واستغلت جمعيات خيرية لها صلة بالمتشددين الفراغ الذي خلفته الحكومة في باكستان وقدمت المساعدات إلى الآلاف الذين تقطعت بهم السبل بسبب السيول وربما يساعد ذلك على تعزيز مكانتها بين الباكستانيين بينما تمضي طالبان قدما في حربها هناك. وتقول هيئات إغاثة إن السيول التي نجمت عن الأمطار الموسمية الغزيرة بشكل غير معتاد فوق المناطق القريبة من حوض نهر اندوس بما في ذلك شرق أفغانستان وشمال الهند دمرت 360 ألف منزل. واجتاحت السيول القادمة من الشمال المركز الزراعي في إقليم البنجاب وكذلك جنوب السند لمسافة تمتد ألف كيلومتر. وقال متحدث باسم الجيش في وادي سوات، إن هناك انهيارات أرضية سدت الطريق الرئيس المؤدي إلى الوادي. وأضاف أن جهود الإغاثة استؤنفت لكن طائرات الهليكوبتر غير قادرة على الوصول إلى أجزاء من الوادي بسبب الأمطار. ووزع الجيش نحو مائة طن من المواد الغذائية وغيرها من مواد الإغاثة على ثلاث مناطق من وادي سوات.