أكثر من 40 متفرج يعلقون أعينهم على الطائرة الصغيرة التى تظهر من بعيد، وتقترب من الأرض فى هدوء للهبوط. اختل توازن الطائرة فجأة وسقطت وتحطمت، مع صيحات الجمهور التى عبرت عن الخسارة بلا أحزان، لأن الطائرة فى هذا النوع من المسابقات دائما بلا طيار، وتعمل بالريموت كنترول.المتسابق محمد على يحمل طائرته المحطمة فى حزن «كده مش هشارك فى المسابقة». محمد كان يختبر طائرته قبل بداية المسابقة الثانية لنماذج الطائرات اللاسلكى بمطار 6 أكتوبر أمس الأول. لا يمكن إصلاح الطائرة الآن. يجلس محمد ويمسك بالأجزاء المحطمة، «الفرصة خلاص راحت».صديقه مصطفى الطالب بكلية الهندسة ينقذ الموقف، «ممكن تطير بطيارتى»، مصطفى صنع الطائرة بنفسه بتكلفة تصل إلى 2300 جنيه. التجهيزات الأخيرة قبل الانطلاق مستمرة، الطائرات المشاركة مرصوصة على الأرض، والفنيون يقومون بالفحص. المتسابقون يرتدون ال«تى شيرت» الأبيض، والفنيين فى «تى شيرت» أحمر، والجميع يقفون على مدرج المطار الذى يقع فى وسط صحراء أكتوبر قبل لحظات من بداية المسابقة. شهدت المسابقة تحطم أكثر من طائرة، وحركات بهلوانية لبعض الطائرات على نغمات ال«دى جى».المسابقة تنظمها الإدارة العامة للثقافة الجوية بوزارة الطيران المدنى، وشارك فيها 32 متسابقا من 8 نوادى طيران. «الرياضة دى ما لهاش عمر محدد بس عايزة واحد هاوى». يقول العميد طارق محسن مدير الإدارة العامة للثقافة الجوية، وهو يشير إلى أن أعمار المتسابقين تراوحت بين 20 و70 عاما. «هناك 22 نادى طيران منتشرة فى المحافظات، يتم توجيهها لتنمية مهارات الهواة بالثقافة الجوية، منها مركز نماذج طيران فى وسط المدينة، ومركز لإعداد مدربين وقادة فى جمصة». ثلاثة أعوام فقط هى عمر الثورة التى أقامتها إدارة الثقافة الجوية، بهدف تعريف المصريين برياضة الطيران، «زى اهتمامنا بكرة القدم». المسابقة شملت تقديم عروض استعراضية لبعض الهواة الذين يمتلكون نماذج طائرات خاصة، يتم شراء هيكلها الخارجى من دول غربية، وبعد ذلك يتم تجميع معداتها فى مصر. طائرات الهواة وصلت المطار مجرورة خلف سيارتهم الخاصة، حيث تم نقلها من المخزن الموجود داخل المطار، «احنا بنيجى مطار مدينة 6 أكتوبر كل جمعة علشان نطير»، أحمد الفطايرى رئيس مجلس إدارة نماذج الطائرات بالنادى المصرى للطيران، كل الأعضاء يمكنهم استخدام مطارات أكتوبر، والنزهة، وبورسعيد لأن النادى المصرى للطيران لديه تصديق من وزارة الدفاع بممارسة رياضة الطيران فى هذه المطارات. اليوم يوجد فى مصر خمسة نماذج للطائرات النفاثة، بفارق ثلاثة عن العام الماضى. «دى بتحتاج مهارة عالية أوى فى الطيران». الطائرة العملاقة التى يصل طول جناحها إلى 3 أمتار، يصفها الفطايرى مدمن الطيران بأنها ليست الأغلى ولكنها من ضمن الخيارات المفضلة للهواة. «الطيران ده زى المخدرات». أحمد يقول إن طيار النماذج لا يستطيع الاستغناء عن ذهابه للمطار أسبوعيا، «ده مدمن المخدرات يتعالج وأنا لأ». نموذج الطائرة الذى يحاكى طائرات حقيقية فى اللون والشكل وتبدأ أسعارها من عشرات الآلاف من الجنيهات. مع ذلك هى عرضة للسقوط والتحطم، لكن الهاوى لا يهتم أبدا بالإنفاق على هوايته «لأنه زى الكيف». اتجهت إدارة الثقافة الجوية بالتعاون من النادى المصرى للطيران بتدريس علوم الطيران للأشبال على نماذج طائرات صغيرة،. ويسمح بمشاركة الطفل من 6 سنوات، ليبدأ بعمل نموذج طائرة من الفللين. «بعد كده لو حابب الرياضة ممكن يكمل ويعمل طائرات كبيرة ويشارك فى مسابقات» طبقا لطارق محسن. انتهت المسابقة التى بدأت فى العاشرة من صباح أمس الأول الجمعة، بفوز الكابتن طيار محمد على الذى فاز بعد استخدام طائرة صديقه مصطفى الذى حصل عل مركز ثالث مكرر. وحصل على الجائزة الأولى وهى 1500 جنيه. «الطيارة دى أصعب من الحقيقية»، والسبب فى رأى محسن مبروك عضو لجنة التحكيم، هو التحكم الخارجى بالطائرة، عن طريق ريموت كنترول هو وسيلة الاتصال بين الطيار وطائرته المصنوعة من خشب البلسا.