من العجائب العسكرية التى لا تحدث سوى مرة واحدة أو فى الأفلام السينمائية لقد حدث هذا فى مساء السادس من أكتوبر حينما اجتازت الهليوكبتر المصرية قناة السويس بعد بدء الهجوم المصرى بأكثر من ثلاث ساعات لإبرار قوات من الصاعقة المصرية خلف خطوط العدو فى سيناء وفجأة ظهرت طائرات الفانتوم فى السماء وبدأت فى التدخل كان تشكيل العدو يضم 8 طائرات من طراز الفانتوم وحاول تشكيل الفانتوم منع الهليكوبتر من إنزال القوات ثم يتربص بها لتدميرها كان ذلك أمراً سهلاً بالنسبة للعدو لكن الطيار المصرى استغل جميع خصائص الطائرة فى المناورة الطيران العمودى والهبوط الرأسى والتعلق فى الجو وتغيير السرعات والاتجاه لمواجهة الهجوم الجوى المعادى. استمرت المحاورة طائرات الفانتوم تطلق صواريخها على الهليكوبتر والطيار المصرى يتجنبها وفى أثناء تلك اللحظات المرعبة تظهر الفانتوم فى مواجهة الطائرة المصرية وأصبح قائدها يقول إلى أين أتوجه والفانتوم تتقدم بسرعة نحوى وتقترب وبكل الثقة والشجاعة وقوة الإيمان يضغط بإصبعه لتنطلق الصواريخ المضادة للمدرعات من طائراته وهو يقول ويحدث نفسه لماذا لم أحاول وكانت المفاجأة فتمت إصابة الفانتوم وتدميرها وانفجارها فى الجو بعد أن أخلى منطقة التدمير وفى تلك اللحظة كان الطيار الإسرائيلى غير متوقع هذه النهاية لأنه كان يناور وعلى يقين أن هذا سوف يكون صيداً سهلاً بعد أن تلاعب بأعصاب الطيار المصرى البطل التى نجحت محاولته بفضل من الله وأصبح هذا الحدث فى سجل التاريخ العسكرى. ترى ما هو طراز هذه الطائرة إنها طائرة الهليكوبتر سى 8 التى مازالت تعمل فى قواتنا الجوية للآن. حملوا القنابل فى أحضانهم/u/ كانت المطارات والقواعد الجوية تتعرض للغارات حتى يتم تدمير الممرات وبذلك يضمنون منع الطائرات من الاقلاع وفى إحدى المرات اسقطت الطائرات الإسرائيلية عشرات القنابل على دشم الطائرات وكان بالدشم الطائرات فى حالات الاستعداد وفيها الطيارون وشاهد اثنان من أطقم التجهيز للطائرات القنابل تتدحرج وجاءت إحداهما على باب الدشمة والدشمة بها الطائرة جاهزة للاقلاع وفيها الطيار ويسرع هذا الفنى المخلص البطل ويلتقط القنبلة رغم وزنها الثقيل ويحتضنها ويحاول أن يتحرك بها بعيداً ويجرى زميل له ويحملها الاثنان معاً وتحتبس الانفاس وتبحلق العيون عيون المهندسين والفنيين والميكانيكيين ويجرى الأثنان بعيداً عن منطقة الخطر بالقاعدة وبعيداً يلقيان بها وينبطحان أرضا بعد أن أدركا أن القنبلة لن تؤثر فى شىء. وبعد 80 ثانية انفجرت القنبلة فى العراء وتتحرك الطائرة خارجة من الدشمة والطيار ينظر من الكابينة عيناه تترقرقان بالدموع يحاول بهما أن يقبلهما على ما قاما به من عمل صعب أن يوصف من فرط الاخلاص والشجاعة. وفى مكان آخر بمطار من المطارات المواجهة للجبهة الشرقية كان العدو يستخدم القنابل الزمنية الجديدة ولم يكن يستخدمها من قبل وكان لابد من ازالة هذه القنابل وتقدم فريق العمل من المهندسين للإزالة والتعرف على خصائصها وهى مهمة خطيرة لا يقوم بها إلا الأبطال وتصدى لهذه العملية مهندس شاب دون أن يطلب من أحد ذلك فتقدم إلى إحدى القنابل وحبس الجميع أنفاسهم وهو يقترب من القنبلة وقبل أن يمد يده ليلمسها انفجرت واستشهد المهندس المصرى الشاب ولم تمض اكثر من ثوان حتى كان شاب آخر يتقدم فى اتجاه قنبلة آخرى على نفس الممر ولم يمنعه انفجار الأولى ولا استشهاد زميله أمام عينيه كان كل همه أن يكتشف سر هذا النوع الجديد من القنابل الذى يعمل «بطبات» ومد المهندس يده فى حذر ولم تنفجر القنبلة هذه المرة وتجمع الرجال حوله يفحصون القنبلة ويتعرفون على سرها ثم انطلقوا إلى أرض الممر يجمعون القنابل ويبطلون مفعولها بعد أن عرفوا طريقة الوقاية منها وخلال ساعات تم اصلاح الممر وانطلقت الطائرات إلى سماء المعركة. هذه ومضات قليلة فى سجل جنود مصر خير أجناد الأرض حماك الله يا مصر يادرة التاريخ لقد نلت من الثناء والتكريم فى كتاب الله الكريم ما لم ينله بلد مثلك وأشاد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بخيرية جنودك على وجه الأرض لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة جنود مصر الذين عبروا قناة السويس فى شوق ولهفة إلى أرض سنياء الحبيبة مرددين صيحة الحق «الله اكبر». الله أكبر كانت صيحة هزمت جحافل الشر إذ حلت بواديناه الله أكبر كانت قوة عبرت بنا ونلنا بها أغلى أمانينا يوم العبور سلاماً فيك قد بسطت يد المهيمن تعلو فوق أيدينا يوم لمصر أعز يوم إن عبرت أبطال مصر أشداء ميامين طاب الصباح على مصر بأجمعها وأشرقت شمسها عزاً وتمكينا