لم يكن غريبا أن تطلق مطربة كبيرة فى حجم ماجدة الرومى صيحة مدوية من دولة تونس الشقيقة خلال مشاركتها فى ليالى مهرجان قرطاج إلى كل وزراء الثقافة والإعلام والسياحة العرب تطالبهم فيها بضرورة التدخل لحماية الفن الجاد والمهرجانات الجادة من العبث. وضربت مثلا بمهرجانات كبيرة مثل «قرطاج»بتونس، و«بيت الدين» بلبنان، و«الأردن» بالأردن. ومضت تقول: «كلمتى من هنا لكل وزير ثقافة وإعلام وسياحة هى أن تأخذوا موضوع الغناء كجزء من الإعلام العربى وأن تحاربوا التجار وأن تدعموا فقط المبدعين». ووجهت المغنية اللبنانية نداءها للوزراء باعتبار أن الفن هو وسيلة للتعريف بحضارة البلدان وثقافتها وموروثها وأصالتها مضيفة أن الفنان المبدع هو أفضل ناطق باسم بلده وأول معرف بها، وأضافت: «نعم المبدع يحمل دورا أهم بكثير من دور أى سفير أو دبلوماسى آخر». وألقت باللائمة على الفضائيات العربية فى تراجع الذوق الفنى لكنها شددت على أن «مهرجانات مثل قرطاج لا تزال تتصدى لفن الإثارة والجسد والتجارة بتقديم عروض لمبدعين مثل شارل أزنافور العام الماضى»، مشيرة إلى المغنى الفرنسى الشهير، ومضيفة أن هذا غير كافٍ وأن وسائل الإعلام أيضا مطالبة بلعب دور لدعم الفن الهادف والملتزم. نداء ماجدة للوزراء العرب يؤكد أن هناك أمورا كثيرة خطأ داخل الوسط الغنائى العربى ولن يصلح حالها إلا بتدخل الحكومات ممثلة فى هؤلاء الوزراء لأنهم حماة التراث وفقا للأهداف، التى من أجلها أنشئت وزارات مثل الثقافة والإعلام. فى حين تبقى وزارة السياحة أحد المروجين للفنون العربية ومحاولة إيجاد جو مناسب لسياحة المهرجانات ومنها الغناء. كلمات ماجدة أراها مناسبة تماما للواقع المصرى لأن بعض الدول العربية بدأت تتحرك نحو مزيد من الانضباط الغنائى. أما مصر فالحال حالك السواد.