«إننا مجرد مجموعة من الكتاب تجلس فى غرفة وتبدأ فى طرح أفكار جديدة، نسأل أنفسنا: ما هى القصة غير المتوقعة التى من الممكن أن نرويها؟« ينفى هوارد جوردون الكاتب الروائى والمنتج المنفذ للمسلسل الأمريكى «24» أن يكون هناك تعمد فى المسلسل للإساءة للمسلمين. المسلسل الأمريكى الشهير الذى بدأ عرضه فى 2002 حقق شعبية كبيرة أهلته للاستمرار حتى هذا العام. وتدور أحداثه داخل أروقة أحد الأجهزة الأمنية لمكافحة الإرهاب داخل الولاياتالمتحدة، وطالما أثار المسلسل الذى أنتجته قناة «فوكس» غضب المسلمين بالولاياتالمتحدة وحول العالم بسبب ما يفسرونه بتقديم صور مغلوطة متعمدة ضد المسلمين وإلصاق تهم العنف والإرهاب بدينهم. الروائى والسينارست الأمريكى هوارد جوردون كان بمكتبة الإسكندرية الأسبوع الماضى، لحضور مؤتمر «مبادرات فى التعليم والثقافة لتنمية التعاون بين أمريكا والدول الاسلامية» بمناسبة مرور عام على خطاب الرئيس الأمريكى فى القاهرة. شارك هوارد فى كتابة العديد من السيناريوهات لمسلسلات أمريكية حققت نجاحا عالميا، مثل «ملفات إكس»، و«بافى» و«إنجل». وشارك فى كتابة مسلسل «24» فى بداياته حتى صار منتجه المنفذ. «الإرهابيون فى حلقات المسلسل من جميع الجنسيات والألوان، من نازيين جدد، وأفريقيين، وصينيين»، يقول هوارد فى حديث مع «الشروق» مؤكدا بابتسامة أن المسلسل «يعطى فرصة متساوية لجميع أنواع الأشرار». وفى بعض حلقات البرنامج كان مصدر الإرهاب هو بعض الشركات الأمريكية واسعة النفوذ، وفى الجزء الخامس من المسلسل كان الإرهابى الأكبر هو الرئيس الأمريكى ذاته. عام 2005 أعلنت شبكة فوكس عن المسلسل بأسلوب مثير للجدل، فكان الإعلام فى شكل بيت عائلى فى الريف يصحبه عبارة «إنهم قد يكونون جيرانك»، فى إشارة إلى أن الإرهابيين قد يوجدون داخل الولاياتالمتحدة دون أن يلحظهم أحد. وبالفعل، قدم المسلسل حلقات أثارت غضب الجالية الإسلامية فى الولاياتالمتحدة عن أسرة مسلمة لها علاقات طيبة بجيرانها الأمريكان، يكتشف المشاهد مع تطور أحداث المسلسل أنها خلية إرهابية نائمة. وبعد ضغط الجماعات الإسلامية ومركز «كير» للعلاقات الإسلامية الأمريكية، ألغت فوكس الحملة الإعلانية، وأعلنت أنها ستحذف بعض الصور التى قد تسىء للمسلمين.وشهدت حلقات المسلسل بعد ذلك ظهور شخصيات إسلامية طيبة وإيجابية، وشهد المسلسل ظهور شخصية إمام مسلم متسامح، يذهب إلى إرهابى ليسامحه على اعتداءاته عليه. لكن هوارد يقول إن ظهور هذه الشخصيات لم يكن نتيجة لضغوط اللوبى الإسلامى، «بعض المتشككين يقولون إننا قدمنا شخصيات مسلمة طيبة كى نظهر فى صورة متوازنة، أو تحت ضغط منتقدى البرنامج. هذا ليس حقيقيا، فهذه الشخصيات ظهرت كتطور طبيعى للأحداث». إلا أن هوارد يؤكد أنه يتفهم سبب غضب بعض المسلمين من المسلسل، الذى هو فى رأيه جزء من الغضب ضد الولاياتالمتحدة عموما، «وهذا الغضب هو أفضل سبب لكى نبدأ فى الحوار والتعاون، على مستوى الأفراد والشعوب وليس على مستوى الساسة ورجال الدين فقط».