بعد غياب عامين متتالين، تعود الفنانة سهير البابلى إلى الدراما التليفزيونية بمسلسل من تأليفها بعنوان «يا انا.. يا هما»، تخطط لعرضه على شاشات التليفزيون فى شهر رمضان القادم. وبصراحتها المعهودة، قالت سهير إنها تتدخل فى كل صغيرة وكبيرة بالعمل، وأنها تقدم الكوميديا السوداء، لأن ما يحدث الآن فى البلد يندرج تحت شعار «شر البلية ما يضحك»، كما تحدثت معها عن سبب غيابها وواجهناها بحقيقة تشابه قصة مسلسلها مع حكاية مسلسل «العمة نور» تأليف محمود زايد وبطولة نبيلة عبيد، وأشياء أخرى تجيب عنها فى هذا الحوار: من تتحدين فى «يا انا.... يا هما»؟ أتحدى كل الشباب الذين يعتدون على عاداتنا وأخلاقنا، والذين استفزونى بألفاظهم الجديدة وبشكلهم الغريب ولغتهم العجيبة من خلال هذا المسلسل الذى ألعب فيه دور أم وطبيبة نفسية هاجرت من مصر منذ أكثر من 30 عاما وأنجبت أبناءها بالخارج وتعلموا وكبروا وتزوجوا هناك إلى أن يتوفى زوجها؛ فتضطر أن تعود إلى مصر تبحث عن إرثها وتستقر مع أهل بلدها، لكن أبناءها يرفضون العودة وتصطدم بالواقع الجديد فى مصر بعد فترة غيابها الطويلة. أليست هذه القصة قريبة إلى حد ما لقصة مسلسل «العمة نور» بطولة الفنانة نبيلة عبيد؟ أنا غير «العمة نور»، فأنا لن أعطى مواعظ، ثم إن العمة نور كانت مدرسة، أما أنا فألعب دور طبيبة أمراض نفسية تعدى عمرها ال60 عاما وأقدم كوميديا سوداء تحت عنوان «شر البلية ما يضحك». لماذا تحمست لكتابة هذا المسلسل؟ منذ أن قدمت مسلسل «قلب حبيبة» وأنا أحلم بتقديم مسلسل كوميدى وطلبت من يوسف معاطى أن يكتب لى عملا لكنه كان «مزحوما» بأعمال كثيرة، وعدد الذين يكتبون الكوميديا محدود للغاية وعليه تحمست للموضوع. ولكن للحق أنا لست كاتبة العمل إنما الكاتب محمد رشاد هو صاحب السيناريو والحوار وتجمعنا غرفة عمل مشتركة حيث أشرح له تصورى للمشهد وهو يقوم بالكتابة. ولكن هذا الأمر يعطيك صلاحيات أكثر من وصفك بطلة العمل؟ منذ أن عدت إلى التمثيل وأنا أتعمد أن يكون لى صلاحيات مطلقة فى كل شىء، بداية بالطبع من تفاصيل السيناريو واختيار فريق العمل وكل كبيرة وصغيرة ما عدا الإخراج، وهذا الأمر يجد قبولا لدى المنتج محيى زايد الذى تربطنى به وبعائلته علاقة مودة واحترام، والسبب فى هذا أننى قبل ارتدائى للحجاب كنت أتعامل مع أساتذة، والأمر لم يكن يحتاج منى إلى جهد لكى أتدخل فى العمل، لكن الجيل الجديد مختلف وله أفكاره ومن حقى كفنانة لها تاريخ أكثر من 40 عاما أن أختار ما أراه صالحا. ومن هم فريق العمل؟ لم تتضح الرؤية حتى الآن، فالورق هو الذى ينادى صاحب الدور، وحتى الآن لم نكتب سوى 5 حلقات فقط، ولكن هناك شخصيات بداهية وقع اختيارى على أصحابها، وأذكر منهم: الفنان يوسف داود وإنعام سالوسة ولطفى لبيب وخيرية أحمد، وهناك مجموعة كبيرة من النجوم الشابة بصدد الاتقاق معهم. ومن هو المخرج؟ مازلت أبحث عن مخرج شاب يفهم جيدا فى عمل الفيديو وقادر على تقديم صورة جيدة على الشاشه، فأنا دوما أشجع الشباب وأسعى لاكتشافهم، كما فعلت فى «قلب حبيبة» حين قدمت فتحى عبدالوهاب فى دور مختلف تماما عليه، وكنت أول من اكتشف آسر ياسين الذى التقطته السينما بعد هذا. ألا تعتقدين أنك تأخرت كثيرا، خاصة أن معظم المسلسلات دخلت حيز التنفيذ؟ لا أبدا.. لا أعتقد هذا. فنحن نسعى لعرض المسلسل فى شهر رمضان هذا العام، ومع توافر جميع الإمكانات فلا يتبقى سوى الاتفاق النهائى مع فريق العمل وبعدها نبدأ التصوير فورا. هل تخشين مما حدث لمسلسل «قلب حبيبة» الذى لم يحصل على فرصة عرض جيدة؟ بالعكس فأنا أشعر أن مسلسل «قلب حبيبة» نال فرصة طيبة للغاية فى العرض، وأنا لا أتحدث عن مصر وإنما أتحدث عن 13دولة عرضت هذا المسلسل أكثر من مرة، ومثلا قناة «الحياة» لم يمر عام على إنشائها وعرضت المسلسل مرتين. وهل سترتدين ثوب المثالية فى «يا انا... يا هما» كحال دورك فى مسلسل «قلب حبيبة»؟ الحجاب يفرض على الفنانة أدوارا بعينها، ولابد أن ألعب دورا يصدقه المشاهد، ولكنى لا أقدم شخصية وأبالغ فى وصفها بالمثالية التى ربما تخنق المشاهد، ففى «قلب حبيبة» لعبت دور الأم الحنون الغاضبة من تصرفات أبنائها، وحصلت على جائزة أحسن ممثلة عن هذا المسلسل فى استفتاء أجرته إحدى المجلات التى ستقيم حفلا قريبا بمدينة بورسعيد، وأنا أعتبر هذه الجائزة بمثابة الأوسكار لأن من اختارنى لها هو الجمهور. هل تضايقك جملة «عودة الفنانات المحجبات» التى تستخدمها الجرائد كثيرا؟ فى البداية؛ انزعجت وكأنهم يقصدون بجملتهم هذه أن الفنانة العائدة ينقصها «أيد» أو «رجل» وأنها لا يجوز لها أن تمثل، وهذا غير صحيح فأنا جلست فى منزلى 12 عاما أشاهد وأرصد ما يحدث على الساحة الفنية وعندما عدت كنت أعلم أننى سأكون جزءا من هذا القطار السريع الذى لا ينتظر أحدا، ولكن للأسف فوجئت أن الناس متفرغة لنقد بعضها البعض، فرفعت شعار «القافلة تسير والكلاب تنبح». هل تأثرت بنقد ما وُجه إليك؟ نعم، حينما انتقدنى كاتب كبير ووجدت أنه نقد لم يكن فى محله، فهو لم ينقد المسلسل ولكنه نقدنى بشكل شخصى كفنانة محجبة، وأختلف معه فى الرأى لأننى أرى أننا كفنانات محجبات لنا دور فى هذا المجتمع ولابد أن نقوم به. وماذا عن برنامجك التليفزيونى المنتظر؟ سجلت حلقة واحدة من برنامجى «عايزة اتكلم» إخراج عمر زهران، ومن المتوقع أن يرى النور مع افتتاح قناة «مودرن مصر»، وأتحدث فيه عن كل عيوب الشارع والعادات الخاطئة التى نرتكبها فى حق أنفسنا، وفى حق البلد.