قال محمود بصل، المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، إن قطاع غزة يشهد نمطًا جديدًا وخطيرًا من القتل، لا يتمثل في القصف المباشر فقط، بل في انهيار المباني المقصوفة سابقًا على رؤوس ساكنيها، الذين اضطروا للسكن فيها بسبب عدم توفر إيواء لهم. وأوضح بصل في تصريح صحفي خاص لوكالة «شهاب»، أن خمسة مواطنين من عائلة لبد ارتقوا قبل أيام جراء انهيار منزلهم، بينهم أطفال، منوهًا أن أكثر من 20 مواطنًا ارتقوا خلال الفترة الماضية بسبب انهيارات مماثلة. وذكر أن الدفاع المدني تلقى أكثر من خمسة آلاف مناشدة من عائلات تقطن مباني مهددة بالسقوط خلال الأيام الماضية. وشدد المتحدث باسم الدفاع المدني، على أن الخيام أثبتت فشلها الكامل في إيواء النازحين في غزة، فهي غير صالحة من حيث المساحة ورداءة النوعية، ولا تقي من البرد أو الحر أو المطر، وقد غرقت خلال أول منخفض جوي لتتحول إلى مصائد للموت بدل أن تكون مأوى. وحذر من أن آلاف المباني في القطاع باتت آيلة للسقوط بسبب سياسة الاحتلال القائمة على تدمير جزئي متعمد، مع علمه المسبق بأنها ستنهار لاحقًا من تلقاء نفسها، في ظل استمرار منع إدخال المعدات الثقيلة والسولار، ما يعيق عمل طواقم الدفاع المدني والجهات المختصة ويحول دون إزالة الأخطار أو إنقاذ الأرواح. ووجّه نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والعالم الحر للضغط من أجل إدخال ما تحتاجه المستشفيات والدفاع المدني، والسماح بإدخال الكرفانات المجهزة ومواد البناء الأساسية ك«حل مؤقت» يحفظ ما تبقى من كرامة الإنسان. ولفت إلى أن أكثر من 2.3 مليون إنسان في غزة يعيشون أسوأ لحظات حياتهم وسط ما وصفه ب«نفاق العالم» الذي يقبل أن يعيش سكان القطاع بهذه الطريقة اللاإنسانية. وناشد بصل، الأهالي القاطنين في المباني المصنفة «غير صالحة للسكن» الالتزام بتعليمات فرق السلامة وإخلائها فورًا، والانتقال إلى أماكن أكثر أمنا حفاظًا على حياتهم. وأعرب بصل عن أسفه الشديد لعدم التزام بعض السكان بتحذيرات اللجنة المختصة في الدفاع المدني التي تضم مهندسين وخبراء، رغم مطالبتهم المتكررة بضرورة إخلاء هذه المنازل الخطرة، خاصة مع دخول فصل الشتاء، مرجعا ذلك إلى عدم توفر إيواء تتوفر فيه أدنى مقومات الحياة الكريمة.