كشفت وثائق نشرتها وزارة العدل الأمريكية أن رجل الأعمال الأمريكي الراحل جيفري إبستين المدان بجرائم جنسية اتهم زميله في الزنزانة بمحاولة قتله في الأسابيع التي سبقت العثور عليه منتحرا في محبسه. وسجلت مذكرات ضباط السجن محاولة واضحة من جانب إبستين للانتحار في نفس الفترة تقريبا، وفقا لصحيفة "تليجراف" البريطانية. ** تهديدات بالقتل من ضابط شرطة سجين وتُعد هذه الوثائق من بين أكبر مجموعة ملفات لقضية إبستين نشرتها وزارة العدل الأمريكية حتى الآن. وفي يوليو 2019، أي قبل شهر من وفاة إبستين، سجل حراس في مركز الاحتجاز الإصلاحي المتروبوليتان في مدينة نيويورك أن إبستين أبلغ عن تلقيه تهديدات بالقتل. وكتبوا في مذكرة بتاريخ 23 يوليو 2019، : "وثقت محاولة انتحار لإبستين أن الأخير أشار إلى أن زميله في الزنزانة كان يضايقه وحاول قتله". وفي مذكرة داخلية لإدارة السجن بعنوان "محاولة انتحار محتملة"، قال ضابط إنه استُدعي إلى زنزانة إبستين عند الساعة 1:27 صباحا. وكتب الضابط: "لاحظت السجين جيفري إبستين مستلقيا على أرضية زنزانته في وضعية الجنين، مرتديا قميصا (تي-شيرت) وسروالا داخليا قصيرا. كان يتنفس بصعوبة". وعقب ذلك تم نقل إبستين على نقالة إلى وحدة خاصة، حيث وُضع تحت المراقبة خشية اقدامه على الانتحار. وبحسب المذكرة، ادعى إبستين أن زميله في الزنزانة نيكولاس تارتاجليون، وهو ضابط شرطة سابق يقضي أربع عقوبات سجن مؤبدة متتالية بتهمة قتل أربعة أشخاص، كان يحاول ابتزازه وقتله. ** شكوك في محاولة الانتحار لكن أخصائيا نفسيا في السجن شكك في كون ما حدث محاولة انتحار. وكتب: "نحن لا نعرف ما إذا كان الأمر خدعة، أو إذا كان شخص آخر قد فعل ذلك، أو إذا كان قد تسبب إبستين لنفسه بحرق احتكاك (كشطا وتآكلا لطبقات الجلد العليا نتيجة الاحتكاك بقوة بسطح صلب) باستخدام الملاءة لجذب الانتباه إلى وضعه". وبعد أسابيع، في 10 أغسطس 2019، عُثر على إبستين ميتا في زنزانته بالسجن. وذكر ملف للسجن أُفرج عنه ضمن وثائق القضية أنه تم العثور على "حبل مشنقة مصنوع يدويا" في زنزانته. وخلص الطبيب الشرعي ووزارة العدل الأمريكية إلى أن الوفاة ناتجة عن الانتحار شنقا. ** مقطع فيديو مزيف كما أفرجت وزارة العدل عن لقطات فيديو مع أحدث دفعة من ملفات القضية، بدا أنها تقدم دليلا بصريا على الانتحار، لكن تبين لاحقا أنها مزيفة. وقد نُشر الفيديو على موقع وزارة العدل من دون سياق أو شرح. ويُظهر مقطع الفيديو، ومدته 12 ثانية، رجلا أبيض الشعر يرتدي زي السجن البرتقالي، ويبدو وكأنه يحاول خنق نفسه بينما كان راكعا بجانب سرير بطابقين داخل زنزانة سجن. وأدى غياب تسجيلات الفيديو إلى تغذية نظريات المؤامرة التي تزعم أن إبستين قُتل على يد شخصيات نافذة كانت تخشى ما قد يكشفه إذا مثل للمحاكمة. وكان إبستين قبل وفاته قد وُضع تحت المراقبة تحسبا لاقدامه على للانتحار ، وكان من المفترض أن يكون له زميل في الزنزانة، لكن هذا الزميل نُقل قبل يوم واحد من وفاته.