يتنفس الشخص العادي 22 ألف مرة في اليوم بين شهيق وزفير بصورة آلية لا يبذل فيها جهدًا، لكن إذا ما فكر الإنسان في التحكم لبعض الوقت في تلك الآلية بأن يمارسها تحت سيطرته بصورة بطيئة وعميقة، هناك ما يستحق التأمل حقًا. التنفس ببطء وعمق، اعتمادًا على عضلات الصدر والحجاب الحاجز، يعد بالفعل أحد مقدمات تمارين اليوجا، ذا فائدة عظيمة في كثير من الحالات المرضية من حالات القلب والرئة. كما أنه يساعد على تقليل ضغط الدم، خاصة الرقم الأعلى (الضغط الانقباضي)، حيث اكتُشف أنه يمكن أن يخفضه في حدود عشر درجات. عند البالغين، يتراوح معدل التنفس في وقت الراحة بين 12 و18 نفسًا. أما التنفس البطيء، الذي يتميز بفترة زفير طويلة، فإن العدد عادة بين 5 و10 أنفاس في الدقيقة. عندما تستنشق الهواء ببطء، ينقبض الحجاب الحاجز (الحاجز العضلي القوي الذي يفصل الرئتين عن تجويف البطن بما فيه من أعضاء) فيهبط إلى أسفل الزمر، ما يتيح للرئتين مكانًا أكثر اتساعًا، ليؤثر على العصب الحائر النازل من المخ للقولون، ويبدأ عمله في تنشيط استجابة الاسترخاء والهضم للجهاز العصبي. هذا يعطي كمية الهواء الكبيرة في الرئتين كمية أكسجين إضافية للجسم والدماغ، الأمر الذي يعمل على إطلاق مواد كيميائية جيدة يطلق عليها الأندروفين، ويخفض مستويات هرمون التوتر المعروف ب الإيبينفرين. أثناء الزفير، يضغط الحجاب الحاجز للخلف لأعلى على الرئتين، وعندما ينتقل الدم من الرئتين يرتفع ضغط الدم قليلاً، ليقوم الجهاز العصبي تلقائيًا بخفض معدل ضربات القلب وتوسيع الأوعية الدموية. إطالة وقت الزفير تساعد على الاستفادة من تلك الاستجابة. ملاحظات متعددة من مراكز علمية مختلفة رصدت تلك الظاهرة عند ممارسة رياضة اليوجا لدى العديد من الأشخاص، والتي كان من الثابت أيضًا أنها تسهم في حالة الاسترخاء ورضا النفس التي تؤصل لها تمارين اليوجا، حتى في تلك التمارين الأولية البسيطة التي تبدو مقدمة لتلك الرياضة الذهنية التي تعتمد على حركات جسم الإنسان في توافق بديع.