- عزة كامل: خيري شلبي امتلك وعيًا حرًا تجاه المرأة ولم يكن أسير قوالب اجتماعية جاهزة في ندوة ثقافية بعنوان "كيف صنع المكان الحكاية؟: صحراء المماليك كما رآها خيري شلبي" سلطت الضوء على العلاقة الإبداعية بين الأديب الكبير خيري شلبي وحي صحراء المماليك، الذي عاش فيه لسنوات طويلة. تطرق الحديث عن حضور المرأة في عالم خيري شلبي، حيث أكدت الكاتبة عزة كامل أن طفولتة وصبا خيري شلبي كان لهما أثر بالغ في تشكيل شخصياته، نساءً ورجالًا. فقد لم يعش طفولة تقليدية، ومن خلال ترحاله وجولاته تعرّف على النساء عن قرب وبشكل حقيقي. وفي الريف، حيث يقوم البيت في الأساس على المرأة، شاهد تعقيدات العلاقات معها دون أي نزعة تنظيرية. لذلك امتلك خيري شلبي رؤية متفتحة في تعامله مع النساء، وميّزته الأساسية أنه لم يكن أسير قوالب جاهزة، بل ظل يبحث عن الحرية، وكان عقله حرًا تمامًا في كل ما يخص المرأة. وعن التأثير قال الناقد شعبان يوسف إن خيري شلبي هو أكثر كاتب امتلك أسلافًا وتأثر بهم، مشيرًا أنه إذا كانت عظمة نجيب محفوظ تأتي من وصفه مؤسس الرواية العربية الحديثة وصانع عالم سردي محدد ومنمق إلى حد بعيد. لكن خيري شلبي، على حد تعبيره، فتح طريقًا لم يُغلق حتى الآن، منح فيه الصوت للمهمشين الحقيقيين. كان يرى الدراما في المألوف، ويكتشف الغريب في العادي، ويستخرج المدهش مما هو معتاد ومهمل. عاش حياته بالطريقة نفسها التي كتب بها، ولذلك كان ينفر من المدينة بأشكالها الزائفة، وكان المكان بالنسبة له مفجّرًا لا ينضب للحكايات. وأضاف أن خيري شلبي من أكثر الروائيين الذين يمكن القول إن في كل واحد منا جزءًا منهم، فالإنسان الذي يكتبه شلبي إنسان مختلف، متحرك، صالح للدراما في كل لحظة. وأكد الكاتب زين العابدين خيري شلبي أنه بعد رحيل والده تضاعف الاهتمام بسيرته، وأصبح يُستدعى في ملفات صحفية وبرامج تلفزيونية، مع الحرص على بقاء أعماله الأدبية متاحة باستمرار. وختم بالقول إن خيري شلبي موجود وسيبقى حاضرًا، وربما يكون حضوره في المستقبل أقوى مما هو عليه الآن، مع قدر كبير من التفاؤل بما هو قادم. جدير بالذكر أنه شارك في الندوة كل من زين العابدين خيري شلبي الكاتب والصحفي ورئيس تحرير جريدة القاهرة، والناقد والباحث الأدبي شعبان يوسف، وعزة كامل مديرة مهرجان أسوان لأفلام المرأة، وأدار اللقاء الكاتب والصحفي محمد توفيق، وبحضور الفنان التشكيلي محمد عبلة، ونانسي حبيب مسئول النشر في دار الشروق.