قال الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، إن القرآن الكريم انتقل إلينا محفوظًا من التحريف جيلاً بعد جيل، موضحًا أن جبريل عليه السلام حمله بأمانة من رب العزة إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم نقله الصحابة رضوان الله عليهم كما سمعوه من النبي، حتى تتابعت جماهير الأمة في نقله وتلاوته وضبطه عبر العصور، «فبلغنا كما نزل أول مرة بلا زيادة أو نقصان». وأوضح المفتي، خلال الجلسة الافتتاحية لمسابقة القرآن الكريم الدولية بمسجد مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة، أن الأمة ستظل على هذا النهج في توريث القرآن للأجيال المقبلة بهيئته المصونة المكتملة؛ إذ سيبقى الحفّاظ والقراء ينقلونه كما هو إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وسيظل القرآن باقيًا في العالم الآخر يُتلى على النحو ذاته الذي نزل به الأمين جبريل أول مرة. ولفت المفتي إلى أن إعجاز القرآن يكمن في جمعه بين أفصح الألفاظ وأحسن النظم، واشتماله على أصح المعاني في توحيد الله وتنزيهه والدعوة إلى طاعته، فضلًا عن بيانه لطريقة عبادته وحدوده في التحليل والتحريم، وما جاء فيه من نهيٍ عن المنكر، وإرشاد إلى مكارم الأخلاق، والتحذير من سيئاتها، وتضمينه أخبار الأمم الماضية وما ضرب لها من أمثلة كشفت مصير العاصي وثواب المطيع، فضلًا عن كشفه عن حقائق المستقبل، جامعًا بين الحجة والبراهين الدامغة التي تؤكد ما دعا إليه. واستكمل: "الإتيان بمثل القرآن أمرٌ يعجز عنه البشر؛ فلا طاقة للخلق على الإتيان بمثله أو معارضته في نظمه ومعانيه، وقد وقف الجميع أمام بلاغته ومعجزته، مما جعلهم عاجزين عن الإتيان بسورة تضاهي إعجازه أو تناقض أسلوبه وبيانه".