وسط تضارب في ملابسات مصرعه ما بين رواية تتحدث عن خلاف عائلي أودى بحياته وأخرى عن كمين نفذته عناصر من حركة حماس الفلسطينية في رفح جنوب قطاع غزة، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية مصرع قائد ما يسمي ب"القوات الشعبية" ياسر أبو شباب. وكان أبو شباب، المولود عام 1993، سجينًا لدى حركة حماس حتى أكتوبر 2023 بتهمة السرقة والمخدرات، وجاء إطلاق سراحه تحت غطاء هجوم إسرائيلي على مراكز أمنية في قطاع غزة في بداية الحرب على القطاع. ووصفته مذكرة داخلية للأمم المتحدة، تسربت إلى صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، بأنه "العامل الأكثر تأثيرًا وراء النهب المنهجي للمساعدات بمنطقة كرم أبو سالم، والذي يعمل برعاية من قبل الجيش الإسرائيلي". وبينما لا توجد أرقام دقيقة عن أعداد أفراد مجموعة أبو شباب، يقدر عدد المنتمين لها بنحو 300 شخص، وفقاً لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل". * ميليشيا القوات الشعبية وأطلق أبو شباب في البداية على جماعته اسم "وحدة مكافحة الإرهاب"، ولكن منذ 10 مايو الماضي، أصبحت تُعرف باسم "القوات الشعبية"، رجاله مسلحون ببنادق كلاشينكوف، ويرتدون زيًا يحمل العلم الفلسطيني وشارة "وحدة مكافحة الإرهاب" ويتمركزون بالقرب من معبر كرم أبو سالم، وفقا لموقع "واللا" الاستخباراتي الإسرائيلي. وفي 2 يوليو الماضي، قالت وزارة الداخلية التابعة لحماس في غزة إن أبو شباب مطالب بتسليم نفسه بتهمة "الخيانة" بموجب قرار اتخذته ما سمّته حماس بال"محكمة الثورية" ومنحته مهلة 10 أيام لتسليم نفسه. وبعد ثلاثة أيام، أكد ياسر أبو شباب، خلال مقابلة مع إذاعة "مكان" الإسرائيلية الناطقة بالعربية أنه يتعاون مع جيش الاحتلال الإسرائيلي. وقال أبو شباب إن مقاتلي جماعته فلسطينيين يعيشون في قلب القطاع، لا ينتمون إلى أي أيديولوجية أو تنظيم سياسي، مؤكداً أن عناصره تتعاون مع القوات الإسرائيلية على مستوى ما. وأضاف أبو شباب: "لقد ذقنا المرارة والظلم الذي مارسته حماس ضدنا، وأخذنا على عاتقنا مواجهة هذا العدوان. لا نستبعد المواجهة مع حماس، ولا نستبعد الحرب الأهلية مهما كلف الأمر". كما انتشرت تقارير بشأن علاقة بعض الأفراد المنتمين للسلطة الفلسطينية بأبو شباب، وهو ما جاء على لسان أبو شباب نفسه في لقاء مع وسائل إعلام إسرائيلية قال فيه إن "علاقتنا مع السلطة قائمة على المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وضمن شرعيتها القانونية". الأمر الذي نفاه الناطق الرسمي باسم قوى الأمن الفلسطيني اللواء أنور رجب ل"بي بي سي نيوز عربي"، قائلاً "إن الأجهزة الأمنية لا علاقة لها بأي تشكيلات عسكرية، وإنها تعمل عبر أذرعها في قطاع غزة بتعليمات القيادة السياسية، وقادة الأمن بوسائلها وأساليبها الخاصة بما يخدم المصلحة العامة". * التبرأ من أبو شباب وينتمي ياسر أبو شباب، إلى قبيلة الترابين البدوية في رفح جنوب قطاع غزة. وقبل أشهر، أعلن عادل الترابين، أحد قادة قبيلة الترابين، أن القبيلة تبرّأت من ياسر أبو شباب، بعد تزايد الاتهامات ضده من جانب حركة حماس بسرقة المساعدات الإنسانية والتنسيق الأمني مع إسرائيل، مؤكداً أن "ياسر أبو شباب لا يمثل القبيلة، وإنما يمثل نفسه فقط". ونفى ياسر أبو شباب هذه الاتهامات قبل أن يتراجع ويعترف بعلاقات محدودة مع إسرائيل وذلك لوسائل إعلام إسرائيلية، قائلا: "طالما أن الهدف هو الدعم والمساعدة (من الجيش الإسرائيلي) ولا شيء أكثر من ذلك، عندما نذهب في مهمة نُخطرهم - ولا شيء أكثر - ونُنفّذ العمليات العسكرية". ومنذ ساعات، أفادت القناة ال14 الإسرائيلية بمقتل قائد ميليشيا "القوات الشعبية" ياسر أبو شباب على يد من وصفتهم بمسلحين في رفح جنوب قطاع غزة. بينما ذكرت القناة ال12 الإسرائيلية أن أبو شباب توفي متأثرا بجراحه في مستتشفى سوروكا بعد إصابته في خلاف داخلي مع العائلة.