أصيب العديد من أصحاب الرأي والناشطين في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية في الشرق الأوسط، بخيبة أمل بسبب عدم قيام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بخطوات فعالة لحماية حقوق الإنسان، خاصة في مصر، لكن جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي الذي زار مصر مؤخرا، قام بحث الحكومة المصرية على قبول أكثر من 21 توصية لحقوق الإنسان، مما يشير إلى اختلاف طفيف في سياسة أمريكا التي ربما تسعى للضغط على السلطات المصرية لتحسين حالة حقوق الإنسان. وكتبت كريستين تشيك مراسلة صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية، أن مصر قدمت صورة وردية لحالة حقوق الإنسان فيها، وكانت الحكومة المصرية قد وافقت على 165 توصية من توصيات مجلس حقوق الإنسان في فبراير الماضي، إلا أنها عادت وقبلت 21 توصية أخرى بعد زيارة جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي لمصر مؤخرا، ومطالبته الحكومة المصرية علنا بالاهتمام بحقوق الأقليات الدينية، وإجراء تعديلات على قانون العقوبات لتتوافق مع اتفاقية الأممالمتحدة لمناهضة التعذيب، وإنشاء لجنة مستقلة عليا للانتخابات. وأشارت تشيك إلى أن المنظمات الحقوقية لا تأمل كثيرا في أن تفي مصر بوعودها للمجلس، لأن النظام انتهك بالفعل كل التوصيات التي كان تعهد بالالتزام بها في فبراير، لكن إقرار مصر بالتوصيات ال21 الأخرى، يعني أن هناك اختلافا في سياسة أمريكا لحث مصر على الالتزام بحالة حقوق الإنسان أكثر، والاهتمام بدعوى التغيير والإصلاح. من جانبه، يرى عماد جاد المحلل والباحث السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن الإدارة الأمريكية لا تهتم بمشاكل حقوق الإنسان ولا الحريات الدينية في مصر، موضحا أن مصر توافق بشكل صوري على توصيات حقوق الإنسان، وتتجاهل تطبيقها على أرض الواقع. أما ميشيل دن، كبير الباحثين في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي فتقول: كان من الممكن أن يذهب بايدن إلى مصر لمناقشة أوضاع غزة وإيران فقط، لكن من اللافت للنظر أنه أثار مشكلات حقوق الإنسان في مصر أيضا. وعلى الرغم من أن مناقشة الأمر ليست على المستوى المطلوب من الأهمية، إلا أنه من المثير للاهتمام أن تعود هذه المناقشات إلى جدول أعمال العلاقات المصرية الأمريكية من جديد. وأخيراً أوضحت ميشيل دن إلى أنها لا تتوقع أن تضغط الولاياتالمتحدة بالشكل الكافي على الحكومة المصرية، لكن معاقبة بايدن العلنية "الناعمة" لمصر يمكن أن تكون دليلا على استجابة إدارة أوباما للأصوات المنددة بحالة حقوق الإنسان المتردية في مصر.