في شوارع إمبابة الضيقة والمتشابكة، حيث الحياة لا تهدأ لحظة، برز التوك توك كأحد أكثر مظاهر الحملات الانتخابية لفتا للانتباه، في دائرة إمبابة والمنيرة الغربية، التي تجرى فيها انتخابات مجلس النواب ضمن الدوائر ال19 الملغاة من الهيئة الوطنية للانتخابات. وخلال الساعات الأولى من التصويت في دائرة إمبابة، تحول التوك توك إلى أداة مزدوجة تحمل الناخبين من منازلهم إلى لجانهم للإلاء بأصواتهم، وفي الوقت نفسه يحمل على جوانبه صور المرشحين وشعاراتهم. لم يكن المشهد عابرا؛ فقد غزت التكاتك الممرات الداخلية للأحياء، تزاحم المارة وتسير بسرعة لافتة بين السيارات، وعلى هيكلها المتواضع، علقت لافتات لمرشحين متنافسين في ذات الدائرة. أصحاب التوك توك، الذين يعرفون كل شارع وحارة، لعبوا دورا مهما في اليوم الأول التصويت في انتخابات النواب بدائرة إمبابة، بعد استخدامها من قبل عدد من أنصار المرشحين لتوفير وسيلة نقل سريعة ومجانية للناخبين، في محاولة لتسهيل الوصول إلى اللجان. وفي الوقت ذاته، ظل التوك توك يتحرك كمنصة دعائية متنقلة؛ يمر أمام البيوت والمحال، يتوقف عند المقاهي، ويجوب الأسواق، لتصبح صور المرشحين جزءا من المشهد اليومي لأهالي إمبابة. وتشتعل المنافسة في الدائرة الثامنة، التي تشمل قسما إمبابة والمنيرة الغربية، المخصص لها مقعدين، ينافس عليهما مرشح حزب مستقبل وطن وليد المليجي، إضافة لمرشح حزب المحافظين البرلماني السابق إيهاب الخولي، الحاصل على الترتيب الثاني في قائمة المرشيحن، فيما تحاول النائبة نشوى الديب الحفاظ على مقعدها عن الدائرة لدورة ثالثة، كما تنافس في الدائرة النائبة السابقة، شادية ثابت، ومرشح حزب الوفد، أحمد المنشاوي. وكانت الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة القاضي حازم بدوى، أعلنت إلغاء نتيجة الانتخابات فى 19 دائرة انتخابية بعد رصد مخالفات بها، ضمن دوائر المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب 2025.