أكد عمر الصاحي، المدير العام لشركة أمازون مصر، أن السوق المحلي يشهد تحولًا جوهريًا في سلوك المستهلك المصري خلال السنوات الأخيرة، مدفوعًا بتغيرات اقتصادية واجتماعية وتقنية متسارعة. هذا التحول، بحسب قوله، لم ينعكس فقط على حجم الطلب المتزايد على التجارة الإلكترونية، بل أسهم أيضًا في إعادة تشكيل طبيعة المنافسة داخل القطاع، ودفع الشركات العالمية، وعلى رأسها أمازون، إلى تعزيز استثماراتها ورفع معايير الخدمة والابتكار لتلبية توقعات العملاء المتنامية. الصاحي تحدث عن رؤية الشركة للسوق، وأولوياتها التكنولوجية، وموسم العروض المرتقب، وكذلك عن خطط التوسع والتعاون المالي مع المؤسسات المحلية لدعم تجربة تسوق أكثر ذكاءً وسلاسة. قال عمر الصاحي إن السنوات الأخيرة شهدت نقلة نوعية في سلوك المستهلك المصري، موضحًا أن التسوق عبر الإنترنت لم يعد رفاهية أو خيارًا ثانويًا كما كان قبل سنوات، بل أصبح جزءًا أصيلًا من الحياة اليومية للمصريين. ويرجع ذلك إلى انتشار الهواتف الذكية، وتطور خدمات الإنترنت، وزيادة الثقة في الشراء الإلكتروني، إلى جانب الظروف الاقتصادية التي دفعت العملاء للبحث عن أفضل الأسعار والقيمة الحقيقية قبل اتخاذ قرار الشراء. وأشار الصاحي إلى أن المستهلك المصري اليوم أكثر وعيًا وخبرة من أي وقت مضى، إذ يقارن الأسعار على أكثر من منصة، ويقرأ مراجعات المستخدمين، ويبحث عن أفضل الصفقات، لكنه لم يعد يركز على السعر الأقل فقط، بل يهتم بالجودة وتقييمات العملاء وتجارب الآخرين مع كل منتج. وهذا التطور، وفقًا له، فرض على الشركات العاملة في القطاع – ومن ضمنها أمازون – الارتقاء بمعايير الخدمة، وتوفير تجربة تسوق أكثر اتساقًا وكفاءة. وأوضح أن أمازون في مصر تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية في تقديم تجربة متكاملة للعملاء: التنوع الواسع في المنتجات، الأسعار التنافسية، والراحة التي تبدأ من سهولة التصفح وصولًا إلى مرونة الدفع وسياسات الإرجاع. وتقدم الشركة، بحسب الصاحي، سياسة إرجاع مرنة تتيح إعادة المنتجات بسهولة خلال فترة محددة، فضلاً عن توفير خيارات متعددة للدفع تشمل الدفع المسبق، والدفع عند الاستلام، وخدمات الدفع الإلكتروني المختلفة، إلى جانب خدمة عملاء تعمل على مدار الساعة لضمان الاستجابة السريعة لأي استفسارات. وأكد الصاحي أن استثمارات أمازون في مصر ليست مؤقتة أو قصيرة المدى، بل تستهدف النمو على المدى الطويل، والاندماج بعمق في منظومة الاقتصاد الرقمي المتنامي. وقال إن مصر تتمتع بمقومات ديموغرافية وتكنولوجية قوية، أبرزها حجم السكان الكبير وارتفاع نسب الشباب، إلى جانب توسع رقعة التحول الرقمي المدعومة بمبادرات حكومية طموحة ضمن رؤية مصر 2030، التي ركزت على تعزيز البنية التحتية الرقمية وتطوير خدمات الدفع الإلكتروني وتشجيع الاقتصاد الرقمي. وأضاف أن الشركة تسعى للمساهمة في هذا المشهد المتطور من خلال ضخ استثمارات مستمرة في المراكز اللوجستية، بما يضمن تقليص أوقات الشحن، وتوسيع التغطية الجغرافية في مختلف المحافظات. وأكد أن تحسين الكفاءة التشغيلية هو أحد أهم أولويات الشركة، نظرًا لتأثيره المباشر على رضا العملاء وسرعة تسليم المنتجات وتوفير السلع بالأسعار المناسبة. وتابع الصاحي أن أمازون لا تركز فقط على تقديم المنتجات والخدمات، بل تعمل أيضًا على دعم البيئة الرقمية الأوسع، عبر تمكين الشركاء المحليين من البائعين، وتوفير الأدوات التقنية واللوجستية التي تساعدهم على النمو والوصول إلى قاعدة أوسع من العملاء. وأشار إلى أن الشركة تلعب دورًا محوريًا في ترسيخ ثقافة الشراء عبر الإنترنت، وتعزيز ثقة المستهلكين في التجارة الإلكترونية. وفي حديثه عن دور التكنولوجيا، أوضح الصاحي أن أمازون تستثمر بشكل كبير في الذكاء الاصطناعي باعتباره محركًا رئيسيًا لتحسين تجربة المستخدم وسلاسل التوريد. وقال إن التكنولوجيا بالنسبة لأمازون ليست هدفًا في حد ذاتها، بل وسيلة لتقديم قيمة مضافة للعملاء. ويُستخدم الذكاء الاصطناعي لتخصيص تجربة التسوق لكل عميل من خلال تحليل اهتماماته وأنماط بحثه، مما يتيح له رؤية اقتراحات ملائمة تساعده في اكتشاف المنتجات بسرعة وسهولة. وأضاف أن الشركة تعتمد على تقنيات التعلم الآلي لتحسين عمليات التخزين والتوريد والتوصيل، إذ تُحلل البيانات بشكل مستمر للتنبؤ بالطلب وضبط مستويات المخزون بما يضمن توافر المنتجات وتسريع عمليات الشحن. وأوضح أن أحد أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي لدى أمازون يتعلق بمكافحة المنتجات المقلدة وحماية الملكية الفكرية، حيث تمكنت الشركة من منع أكثر من 99% من العروض المخالفة قبل ظهورها للمستخدمين، بالإضافة إلى خفض البلاغات المتعلقة بانتهاك الملكية الفكرية بنسبة 35% منذ عام 2020. وبشأن المنافسة داخل السوق المصرية، قال الصاحي إنها «إيجابية وصحية» وتصب في مصلحة المستهلك في نهاية المطاف، إذ توفر خيارات أوسع وتحسن جودة الخدمات. وأكد أن أمازون تضع العميل في صدارة أولوياتها، من خلال توفير منتجات متنوعة وخيارات دفع مرنة وتوصيل سريع وإمكانية إرجاع خلال 15 يومًا، إلى جانب تعزيز الاعتماد على التقنيات الحديثة لتحسين تجربة المستخدم عبر التوصيات الذكية وخدمة العملاء المتاحة على مدار الساعة. وتطرق الصاحي إلى موسم العروض في نوفمبر، واصفًا إياه بأنه أحد أهم مواسم العام، إذ يجمع بين موسم 11.11 والجمعة البيضاء، وهما مناسبتان ينتظرهما المستهلك المصري بشغف كبير. وأوضح أن أمازون تقدم خلال هذه الفترة مئات الآلاف من العروض على منتجات محلية وعالمية، إلى جانب إطلاق مبادرات جديدة مثل «أمازون بازار: 200 جنيه» الذي يتيح منتجات بأسعار اقتصادية تبدأ من 10 جنيهات، ويقدم تجربة تحاكي الأجواء المحلية للسوق المصري عبر تصميم عصري وتفاعل أكبر مع المستخدم. وفي مجال المرونة المالية، كشف الصاحي أن أمازون عززت تعاونها مع أكبر البنوك المصرية، من بينها بنك مصر، البنك الأهلي المصري، البنك التجاري الدولي، بنك الإسكندرية وQNB، إضافة إلى الشراكة مع منصات الدفع المبتكرة مثل ڤاليو وببساطة وفودافون كاش وكارت ماى فوري الأصفر وماني فيلوز، مما يوفر للعملاء خيارات سداد مرنة تشمل خصومات مباشرة وخطط تقسيط تصل إلى 12 شهرًا بدون فوائد، بالإضافة إلى خدمات «اشتر الآن وادفع لاحقًا». ولفت إلى أن أعضاء «أمازون برايم» يحصلون على مزايا إضافية تشمل عروضًا مصرفية مميزة وفرصًا للتسوق المبكر خلال موسم التخفيضات بالتعاون مع عدد من البنوك، ما يعكس حرص الشركة على توفير قيمة مضافة دائمة لعملائها الأكثر ولاءً. وفي ختام حديثه، اعتبر الصاحي أن روح الفريق داخل أمازون تمثل عنصرًا أساسيًا في نجاح الشركة خلال مواسم الضغط والعروض، مشيرًا إلى أن الأجواء الداخلية تتسم بالحماس والتعاون والاحتفاء بالإنجازات، وأن ما يقدمه العاملون في أمازون لا يقتصر على بيع المنتجات، بل يمتد إلى صناعة «لحظات حقيقية» تؤثر في حياة العملاء، سواء كانت هدية تصل في وقتها أو منتجًا بسيطًا يسهل حياة شخص ما.