كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، اليوم الأربعاء، عن قيام علماء وخبراء نوويين إيرانيين بزيارة سرية ثانية إلى روسيا العام الماضي، فيما تصفه الولاياتالمتحدة بأنه محاولة للحصول على تقنيات حساسة يمكن أن تُستخدم في صنع الأسلحة النووية. وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أن الزيارة التي جرت بين 7 و11 نوفمبر 2024 كانت جزءا من سلسلة تبادلات بين معاهد أبحاث عسكرية روسية ومنظمة الابتكار والدراسات الدفاعية الإيرانية وهي وحدة عسكرية إيرانية متهمة من الولاياتالمتحدة بقيادة أبحاث إيران في مجال الأسلحة النووية. وبحسب وثائق حصلت عليها "فاينانشال تايمز"، فإن هذا أول دليل على استعداد موسكو للتعاون مع طهران بشأن معرفة محتملة ذات صلة بالأسلحة النووية. وأكدت الصحيفة البريطانية صحة الوثائق من خلال مراجعة ملفات شركات، وتصنيفات عقوبات، وبيانات سفر مسربة، ومراسلات أخرى. ورغم ذلك، لا يزال مدى التعاون ونقل التكنولوجيا المتقدمة ذات الاستخدام المزدوج غير معروف. وأوضح جيم لامسون، الباحث الكبير في مركز جيمس مارتن لمنع الانتشار النووي والمحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه"، أن الأدلة تشير إلى أن العلماء الإيرانيين المرتبطين بالدفاع كانوا العام الماضي "يسعون للحصول على تقنيات ليزر وخبرات يمكن أن تساعدهم على التحقق من تصميم سلاح نووي دون إجراء اختبار نووي فعلي". وتؤكد إيران أن برنامجها النووي سلمي بالكامل، كما تشدد روسيا على معارضتها لتطوير طهران للأسلحة النووية. وقبل قصف إسرائيل والولاياتالمتحدة لمواقع نووية إيرانية في يونيو الماضي، قالت واشنطن إنها لا تعتقد أن طهران أعادت تفعيل برنامج أسلحة، لكنها اتخذت خطوات لتقصير المدة اللازمة لصنع قنبلة إذا اختارت قيادتها القيام بذلك. من جانبها، قالت نيكول جراييفسكي، من برنامج السياسة النووية في مركز كارنيجي للسلام الدولي، إن هذه الاجتماعات "دليل قوي على أن روسيا تساعد إيران في أبحاثها المتعلقة بالأسلحة النووية، عبر مؤسسات روسية مرتبطة بالدولة تقدم تكنولوجيا مزدوجة الاستخدام ونقل معرفة". وأضافت جراييفسكي أن هذا النشاط "يبدو أنه معتمد على أعلى مستويات الدولة في كلا الجانبين الروسي والإيراني".