نشرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية ، اليوم الجمعة، تقريرًا تناولت فيه مشتريات رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين من متجر "أمازون"، والتي كشفت عن كتب حول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمال والسلطة، وموضوعات أخرى. وتحت عنوان "مكتبة إبستين"، ذكرت "بلومبرج" أن رجل الأعمال "المدان" اشترى "كتبًا حول كيفية كسب المال، ومعالجة النرجسية، والتفاوض مع أي شخصية، والوصول للنشوة، وفهم الحياة". وأوضح الوكالة الأمريكية أنه في أكتوبر من عام 2016، عندما ظهر كتاب جديد عن إبستين، اشترى منه 17 نسخة. وبعد ذلك ببضعة أشهر، اشترى ستة كتب حول النرجسية. وفي عام 2019، في آخر أسابيع تمتع فيها بحريته، أجرى عملية شراء أخيرة لكتب حول تربية الأطفال، وإن لم يكن معروفًا عنه أن لديه أي أطفال. وبحسب "بلومبرج"، كان إبستين واحدًا من أكثر الشخصيات التي خضعت للتدقيق في أمريكا المعاصرة، وكانت جرائمه من بين الأكثر شهرة. وهذا الأسبوع فقط، نشرت لجنة في الكونجرس مجموعة كبيرة من الوثائق الخاصة بإبستين، تُظهر قوله إن الرئيس ترامب "كان يعرف بشأن الفتيات"- وهي مزاعم نفى ترامب صحتها مرارًا - وكذلك تواصله مع شخصيات نافذة في السياسة والأوساط الأكاديمية والإعلام. ومع ذلك، لا يزال الكثير من جوانب حياة إبستين ونجاحه لغزًا. لكن مجموعة منفصلة من الوثائق تتألف من أكثر من 18 ألف رسالة بريد إلكتروني حصلت عليها "بلومبرج" تقدم نافذة أخرى على عقلية المتهم بارتكاب جرائم جنسية ويقول المسئولون الفيدراليون إنه ألحق الأذى بما يصل إلى ألف شخص. ووفقًا لفواتير المشتريات من "أمازون"، التي أرسلت إلى حسابه الخاص عبر "ياهو"، كان إبستين، الذي ترك الجامعة دون تخرّج، قارئًا نهِمًا ذو ذوق متنوّع أو على الأقل مشتريًا نهمًا للكتب. ولا تكشف عمليات الشراء كل شيء؛ إذ ربما يكون قد قدم بعض الكتب لآخرين، ويعلم أي شخص أن أيًا من يشترى كتابا لا يعني بالضرورة أنه قرأه. ومع ذلك، تُلقي الضوء على بعض ما كان يثير اهتمامه، مثل: الجينات، مؤامرات الفاتيكان، التفاوض، ترامب، الأدب الإيروتيكي متوسط المستوى (وهو الأدب الجنسي)، ولماذا نحب الأشخاص الذين يؤذوننا؟. وترجع بداية تاريخ مشتريات إبستين من الكتب إلى سبتمبر لعام 2007، في الفترة التي وقّع فيها اتفاق عدم المقاضاة الشهير - وهو ترتيب أنهى تحقيقًا فيدراليًا مقابل اعترافه بالذنب في تهم على مستوى الولاية في فلوريدا- وتنتهي في عام 2019، قبل أسابيع فقط من وفاته في زنزانة سجن في نيويورك. وتوجد فجوة ملحوظة في النشاط بين يوليو 2008 وأكتوبر 2013. وكان صندوق رسائل البريد الإلكتروني أحد عدة حسابات بريد إلكتروني استخدمها إبستين لأغراض مختلفة. وتشير الدلائل إلى أن كثيرًا من الرسائل في هذا الحساب قد حُذفت. وبحسب "بلومبرج"، ففي عام 2013، وبعد فترة ركود، اشترى إبستين كتابين عن الصحة أحدهما دليل لإدارتها، والآخر سيرة ذاتية غير معروفة لأحد أفراد أغنى العائلات في العالم. وفي 2014، أجرى إبستين عملية شراء لسلسة كتب تسمى "رجل من أو.آر.جي.واي."، وهي سلسلة تشويقية هزلية تتبع باحثًا جنسيًا يعمل أيضًا كجاسوس. وبعد عام، اشترى إيبتسين المزيد من هذه السلسلة، وبحسب "بلومبرج"، أخبر صديق لمجلة ماذر جونز ذات مرة أن هذه السلسلة ساعدته على الإلهام ليصبح ثريًا. وفي عام 2015، اشترى إبستين كتبًا جديدة تضمنت كتبًا عن أسرار الفاتيكان، وأخرى حول النسوية. وفي عام 2016، عندما أصدر الكاتب جيمس باترسون كتابه الجديد "الثري القذر" عن إبستين، أجرى الأخير أربع عمليات شراء، حيث اشترى نسخة واحدة أولا، ثم ست نسخ أخرى، تلتها تسع نسخ إضافية، ونسخة واحدة أخيرة. أما في عام 2017، ومع الاستعداد لتنصيب دونالد ترامب رئيسًا، اشترى إبستين سلسلة من الكتب حول النرجسية – علاجها، والاعتمادية. وبعد ذلك بأيام، أضاف كتابًا آخر عن نفس الموضوع يعد ب"تخفيف القلق الخفي". كما اشترى إبستين المزيد من الكتب حول الجنس، المال، التطور، الطب، والعقل. وفي عام 2018، امتدت مشتريات إبستين للكتب حول جرائم الياقات البيضاء على مدى سنوات. فقد اشترى كتابين عن ملفات الضرائب الخارجية المعروفة باسم "أوراق بنما" وسير ذاتية لمسئولين تنفيذيين اتُهموا بالاحتيال، بالإضافة إلى كتاب يناقش أن وزارة العدل لا تقاضي عدد كافٍ منهم. كما أشارت "بلومبرج" إلى أنه في أحد التقارير الصحفية التي تحدثت عن إبستين عام 2002، اقتبست عن ترامب قوله إنه كان يعرف "شابا رائعا" على مدار 15 عامًا، وأنه "مسلي للغاية"، ويحب النساء الجميلات "من الفئة الأصغر سناً". وبعد فترة قصيرة، قال ترامب إنهما اختلفا. ولاحقًا، بعدما فاز ترامب بانتخابات الرئاسة، اشترى إبستين سلسلة كتب عنه. وأُرسلت إلى إبستين ملاحظة تصف أحد تلك الكتب، وهو كتاب "النار والغضب" للكاتب مايكل وولف، ب"كتاب جيد جدا"، وذلك وفقًا للرسائل الإلكترونية التي أصدرتها لجنة الكونجرس هذا الأسبوع.