المقبرة عمرها أكثر من 14 قرنًا وتضم رفات بعض الصحابة أكد الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك رئيس الهيئة الإسلامية في القدس أن الاعتداءات المتكررة من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة أصبحت تمثل تهديدًا حقيقيًا على مقبرة باب الرحمة التاريخية. وأوضح في تصريحه ل"الشروق" أن الأوقاف الإسلامية يقظة لمساعي الاحتلال بشأن المقبرة، موضحًا أنها تواصل ملاحقة المعتدين وزادت عدد الحراس في محاولة للحفاظ على المقبرة؛ بالإضافة لبياناتها المستمرة لتوضيح مدى التهديد المحدق بالمكان، وبالمقدسات الإسلامية في القدس. وتابع: "مقبرة الرحمة تقع ملاصقة للجدار الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، وعمرها يزيد عن 14 قرنًا؛ وتضم رفات عددٍ من الصحابة منهم عبادة بن الصامت وشداد بن الأوس". وأكمل: "اليهود المتطروفن يعتدون عليها بحجة أنها ملاصقة للمسجد الأقصى وأن البوباة المغلقة في هذا الأسور تتعلق بأوهام خرافية يعتقدون بها، مدعيين تعلقهم بأبعاد تلمودية، وخزعبلات". وكان مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين قد دعا إلى نجدة مقبرة باب الرحمة الملاصقة للسور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، عقب قيام مجموعات من المستعمرين المتطرفين بتحطيم عدد من القبور فيها، وهو ما يتكرر بين الحين والآخر من الجماعات اليهودية المنطرفة التي تعمد إلى أداء صلوات تلمودية في المقبرة. وأوضح المجلس أن هذا الفعل يشكّل اعتداءً على كرامة الأموات ويتزامن مع العدوان على كرامة الأحياء، مؤكدا أن هذه الانتهاكات تتناقض مع الشرائع السماوية والأعراف الدولية. وأشار إلى أن المقبرة وقف إسلامي خالص وتضم قبور عدد من الصحابة الكرام، منهم عبادة بن الصامت وشداد بن أوس، إضافة إلى قبور من شاركوا في فتح القدس خلال الفتحين العمري والأيوبي. وأكد المجلس أن سلطات الاحتلال تهدف من خلال هذه الاعتداءات إلى طمس المعالم العربية والإسلامية وتحويل أجزاء من المقبرة إلى حديقة توراتية ضمن مخطط تهويد المدينة المقدسة. ودعا مجلس الإفتاء المنظمات والهيئات الدولية إلى التحرك الفوري لوقف استهداف الإنسان الفلسطيني حياً وميتاً، ووضع حدٍ لاعتداءات الاحتلال على المقدسات والأماكن الدينية الإسلامية في القدس. وفي السياق ذاته؛ أكدت محافظة القدس أن المقبرة تتعرض منذ سنوات لاعتداءات متكررة تشمل نفخ البوق، وأداء الصلوات التلمودية، وتدنيس القبور، كما سجلت انتهاكات من سلطات الاحتلال وبلديتها، التي اقتطعت أجزاء واسعة من المقبرة، ومنعت الدفن فيها، وحولتها إلى حدائق، فضلًا عن الشروع في مشاريع تهويدية تهدد المقبرة، مثل مشروع التلفريك. وشددت في بيان أصدرته أن سلطات الاحتلال توفر الحماية للمستوطنين للسماح لهم بأداء طقوسهم التلمودية داخل المقبرة، في إطار سياسة ممنهجة للاستيلاء على المقبرة وتهويدها بالكامل وفرض واقع جديد في محيط المسجد الأقصى. وأوضحت أن ما تتعرض له القدسالمحتلة من عدوان استيطاني مستمر، وما تتعرض له مقبرة باب الرحمة، يشكّل جرائم وفق القانون الدولي تصل إلى مستوى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، تستهدف الأماكن المقدسة والتراثية الفلسطينية؛ داعية المجتمع الدولي والمنظمات الأممية إلى التحرك السريع لوقف هذه الانتهاكات، ومحاسبة سلطات الاحتلال على خروقاتها، والعمل على تنفيذ القرارات الأممية التي تضمن للفلسطينيين حقهم في الحياة الحرة والكريمة في القدس عاصمة دولتهم الأبدية. يذكر أن عددًا من المستوطنين المتطرفين اقتحموا الإثنين الماضي، مقبرة باب الرحمة الملاصقة للسور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، وقاموا بتحطيم وتخريب شواهد عدد من القبور الإسلامية. وتواصل المجموعات اليهودية المتطرفة تتقدمهم "جماعة الهيكل" مساعيها لتوسيع الاقتحامات وإقامة الصلوات في منطقة باب الرحمة؛ مروجين المزاعم المتعلقة بوجود الباب الشرقي لما يعرف ب"الهيكل" في مكان المقبرة واصفينه ب"الباب الذهبي" تأسيسًا على إحدى الروايات التلمودية القديمة المتعلقة بدخول المسيح المنتظر وفق روايتهم من هذا الباب معيدًا حكم بني إسرائيل للعالم.