أكد محمد بن أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي، أن المرحلة الراهنة تتطلب الانتقال من إدارة الأزمات إلى معالجة جذورها بحلول عربية مستدامة، موضحا أن المنطقة العربية ما تزال تواجه أزمات ممتدة ومعقدة، تتطلب تعزيز العمل العربي المشترك. جاء ذلك في كلمته أمام الجلسة العامة للبرلمان العربي من دور الانعقاد الثاني للفصل التشريعي الرابع، التي عقدت مساء اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بحضور رولاندو باتريسيو رئيس برلمان أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. • التطورات في فلسطين وعلى صعيد التطورات في فلسطين أكد اليماحي أن القضية الفلسطينية ستظل القضية الأولى والمركزية للأمة العربية، مشددا على أن تحقيق السلام العادل والشامل يبدأ وينتهي بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس. وثمن رئيس البرلمان العربي ما قامت به مصر وقطر وتركيا في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وبجهود عربية وإسلامية حثيثة، هذا الاتفاق التاريخي الذي احتضنته مدينة السلام "شرم الشيخ"، مؤكدًا أن المرحلة الراهنة تستدعي توحيد الموقف العربي والإسلامي والدولي لحشد الدعم من أجل إعادة إعمار غزة وفق الخطة العربية. ودعا اليماحي دول العالم وكل المؤسسات الدولية المعنية إلى المشاركة الفاعلة في مؤتمر إعادة الإعمار المزمع عقده في مصر خلال الشهر المقبل، والمساهمة في إعادة بناء ما دمره الاحتلال فضلًا عن ضرورة الاستمرار في محاسبة الاحتلال عما ارتكبه من جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، أمام المحاكم الدولية المختصة. وجدد اليماحي مطالبته بتشكيل مجموعة عمل برلمانية دولية لدعم جهود تثبيت وقف إطلاق النار وحشد الدعم الدولي لمؤتمر إعادة الإعمار، مشيدًا بالجهود الحثيثة والمُشرفة التي قامت بها السعودية من خلال رعايتها لمؤتمر حل الدولتين، وهي الجهود التي مهدت للاعتراف الدولي المتزايد بالدولة الفلسطينية. • أزمة سد النهضة وعلى صعيد أزمة سد النهضة جدد اليماحي دعم البرلمان العربي التام لمصر في الدفاع عن أمنها المائي، مشددًا على أنه جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي. وأكد رئيس البرلمان العربي الدعم الكامل لكل ما تتخذه مصر من إجراءات وسياسات لحماية وصون حقوقها التاريخية في مياه النيل، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسئولياته ودعم المسار القائم على التفاوض العادل والمسئول، الذي يضمن عدم الإضرار بمصالح مصر والسودان في هذا الشريان الحيوي. • أحداث الفاشر وعلى صعيد التطورات في السودان، أكد اليماحي دعم البرلمان العربي الكامل لكل الجهود الرامية إلى إنهاء الأزمة في السودان، مدينا بشدة الانتهاكات الجسيمة والجرائم المروعة والوحشية التي تقوم بها الدعم السريع بحق المدنيين خاصة في مدينة الفاشر، ومطالبًا بالوقف الفوري لهذه المجازر ومحاسبة مرتكبيها. • اليمن وبالنسبة لليمن، أكد اليماحي دعم البرلمان العربي للجهود العربية والدولية من أجل التوصل إلى حلٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، والذي يقوم على المرجعيات المتفق عليها دوليًا، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة. وفي الشأن السوري، أكد اليماحي دعم البرلمان العربي الكامل لحق الشعب السوري في الأمن والاستقرار، داعيًا إلى مساعدة سوريا على تجاوز المرحلة الراهنة بنجاح، وبما يحفظ سيادتها ووحدة أراضيها ويعيدها إلى عمقها العربي الفاعل. وحول الأوضاع في ليبيا، جدد اليماحي موقف البرلمان العربي الثابت في الوقوف إلى جانب الأشقاء في ليبيا، ودعم جهودهم لاستكمال الاستحقاقات الدستورية وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في أقرب وقت ممكن، بما يحقق تطلعات الشعب الليبي الشقيق في بناء دولة موحدة آمنة مستقرة. • الاعتداء على لبنان وبخصوص لبنان، أدان اليماحي مجددًا الاعتداءات الغاشمة التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها على الأراضي اللبنانية وانتهاك سيادتها بصورة متكررة وممنهجة، محذرًا من خطورتها على الأمن والاستقرار في المنطقة. وطالب رئيس البرلمان العربي المجتمع الدولي باتخاذ موقف حاسم يضع حدًا لهذه الاعتداءات، وإلزام الاحتلال باحترام قرارات الشرعية الدولية ووقف سياساته العدوانية وانتهاكاته المستمرة لسيادة لبنان.