شهد الدكتور حسان النعماني، رئيس جامعة سوهاج، فعاليات الاحتفال بقرب افتتاح المتحف المصري الكبير، بندوة تثقيفية بعنوان "المتحف المصري الكبير... ذاكرة وطن وعظمة تاريخ"، حاضر فيها الدكتور الفنان محمد خميس، وذلك بالمركز الدولي للمؤتمرات بمقر الجامعة الجديد. واستهل النعماني كلمته بالتعبير عن فخره العميق بالحدث الجلل الذي ينتظره ملايين المصريين والعالم أجمع، وهو افتتاح المتحف المصري الكبير، مؤكداً أنه يعكس عظمة مصر وتاريخها الممتد عبر العصور، وأن مصر تبهر العالم من جديد. ووجّه النعماني تحية شكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي على جهوده العظيمة في دعم المشروعات القومية الكبرى، وفي مقدمتها افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد صرحاً عالمياً يجسد عظمة الحضارة المصرية الخالدة، إلى جانب إحداث طفرة سياحية من خلال الإنجازات والأحداث التي تسطرها الدولة في سجل التاريخ، بما يعكس رؤيتها نحو بناء وعي ثقافي وحضاري يليق بتاريخ الوطن العريق. وأكد النعماني فخر الجامعة بأنها أول جامعة تحتفل بهذا الإنجاز المبهر الذي يجسد جهود القيادة السياسية في صون تراث مصر العظيم، موضحاً أن الافتتاح المرتقب للمتحف يجسد كيف كانت مصر عبر آلاف السنين شاهدة على التاريخ وصانعته، بدءاً من العصور القديمة مروراً بالحِقب المختلفة وصولاً إلى مصر الحديثة، وظلت طوال قرون على عرش التاريخ بما قدمته من أعظم حضارات العالم وحتى كتابة التاريخ الحديث، لتصبح واحدة من أهم وجهات العالم السياحية والتاريخية. وأعرب ضيف الجامعة الدكتور محمد خميس عن فخره واعتزازه بوجوده في منارة علمية وتربوية متميزة من قلب الصعيد، قائلاً إن مؤسسي حضارة مصر القديمة من أبناء الصعيد، مؤكداً أن ما تنتظره مصر في الأول من نوفمبر حدث عظيم يتمثل في افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يجسد عظمة الحضارة المصرية، باعتبارها أقدم حضارة ومهد حضارات العالم. وفي محاضرة ملهمة، استعرض الدكتور محمد خميس في عرض مفصل ملامح الآثار المصرية القديمة، وتحدث عن تصميم المتحف الذي شُيّد في موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة الخالدة، موضحاً أن تصميمه اعتمد على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير، والذي تبلغ مساحته أكثر من 300 ألف متر مربع، ويضم عدداً من قاعات العرض الكبرى التي تفوق مساحة العديد من المتاحف في مصر والعالم. وأوضح أن المتحف يُعد أحد أعظم إنجازات مصر الحديثة، إذ أُنشئ ليكون صرحاً حضارياً وثقافياً وترفيهياً عالمياً متكاملاً، ووجهة رئيسية لكل المهتمين بالتراث المصري القديم، كأكبر متحف في العالم يروي قصة الحضارة المصرية. ويحتوي على آلاف القطع الأثرية الفريدة، من بينها تمثال الملك رمسيس الثاني، والدرج العظيم الذي يضم 59 قطعة أثرية، وكنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته عام 1922، إلى جانب مجموعة الملكة حتب حرس، ومراكب الملك خوفو، ومقتنيات من عصور ما قبل الأسرات حتى العصرين اليوناني والروماني والبطلمي. جدير بالذكر أن المتحف يضم بين جنباته أماكن مخصصة للأنشطة الثقافية والفعاليات، تشمل متحفاً للأطفال، ومركزاً تعليمياً، وقاعات عرض مؤقتة، وسينما، ومركزاً للمؤتمرات، إضافة إلى مناطق تجارية تضم محال وكافيتريات ومطاعم، وحدائق ومنتزهات. وفي ختام الندوة، كرّم الدكتور حسان النعماني، رئيس جامعة سوهاج، الدكتور محمد خميس تقديراً لمشاركته المتميزة ومحاضرته الملهمة.