فحص ما قبل الزواج وأنيميا البحر المتوسط.. هل تشكّل التلاسيميا خطراً على الأبناء؟

عملًا بالقواعد الصحية السليمة توجهت إلى طبيب أمراض النساء والولادة لإجراء فحص قبل الزواج - زفافى فى شهر نوفمبر - الذى نصحنى بإجراء فحص شامل يخضع له خطيبى أيضًا الذى رحب بالأمر. أثبت الفحص سلامتنا معًا، لكنه أشار إلى أن خطيبى يعانى من أنيميا البحر الأبيض المتوسط (تلاسيميا بيتا). أكد الطبيب أنها لا تحمل أى خطورة على مستقبل أطفالنا إذ إننى لا أعانى منها، وهى غير معروفة فى عائلتى.. ما سببها؟ وهل رأى الطبيب لمجرد الاطمئنان؟
أمل - مصر الجديدة
أصاب الطبيب أولًا فى نصيحته بالكشف الطبى لكليكما معًا، وأظنه أمر معمول به الآن فى إجراءات عقد القران. أصاب مرة ثانية فى نصيحته لك بنسيان الأمر، فالواقع أن هناك إحصائية حديثة تشير إلى أن انتشار أنيميا البحر الأبيض المتوسط من النوع بيتا أو كما تسمى التلاسيمى الصغرى قد يتجاوز نسبة الخمسة بالمائة من السكان.
أنيميا البحر المتوسط مرض وراثى يحدث نتيجة خلل فى إنتاج الهيمجلوبين. يتكون الهيمجلوبين من جزئين الأول الهيم (الجزء الذى به الحديد) ثم الجلوبين (سلسلة من الأحماض الأمينية) تختلف سلسلة الأحماض الأمينية وفقا لنوع الهيمجلوبين الذى عادة هيمجلوبين (F) الذى يوجد فى الدم أثناء فترة الحياة الجنينية فى الرحم/ثم هيمجلوبين (A)، وهو المعروف فى الإنسان ونسبته تصل إلى 95٪ من كمية الهيمجلوبين ثم (AZ) الذى يوجد أيضًا بصورة طبيعية فسيولوجية فى دم الإنسان بنسبة 4 - 2,5٪.
التلاسيميا (D) تحدث نتيجة قصور فى تصنيع سلسلة الأحماض الأمينية التى تحمل اسمها (بيتا)، بسبب خلل وراثى فى الجينات على الكروموزوم رقم (11)، لكنه فى الواقع غير مؤثر ما دام يعانى منه الزوج وحده ولا يتميز بأى أعراض خاصة إذ فقط تهبط نسبة الهيمجلوبين فى خلايا الدم الحمراء للمريض، ولكن بصورة طفيفة قد تصل إلى 10٪ بدلًا من 12 أو 14٪، وهى نسبة لا تلحق أذى بالإنسان، لكن يمكن اكتشافها عند إجراء تحاليل الدم العادية.
النوع الآخر من التلاسيميا (أ) هو الأخطر، والذى يحتاج إلى علاج دائم، وربما قضى الجنين قبل ولادته فى حالات كبيرة، أقبلى على الزواج مطمئنة إن شاء اللّٰه.