شهد موقعا التواصل الاجتماعي الأشهر على الانترنت "فيس بوك" و"تويتر"، موجات كبيرة من الاحتجاجات الشعبية حول العالم ضد عملية قرصنة الدولة التي ارتكبتها قوات البحرية والجوية الإسرائيلية فجر اليوم الاثنين، ضد نشطاء أسطول الحرية بالمياه الدولية قرب سواحل غزة، والتي أوقعت أكثر من 20 شهيدا وعشرات الجرحى، واعتقال مئات النشطاء من الشخصيات الرسمية ونواب عدد من برلمانات العالم من بينها مصر. وتنوعت ردود الفعل عبر العالم الافتراضي حيث ظهرت أصوات محتجة شاركت بقوة وبفاعلية منقطعة النظير في التغطية المستمرة التي واكب بها "موقع الشروق" الحدث عبر صفحاته الرسمية على فيس بوك وتويتر، حيث شهدت هذه المشاركات اتهامات واضحة للأنظمة بالتواطؤ مع إسرائيل بعد ردود أفعال عربية، كان أقواها دعوة لاجتماع طارئ للجامعة العربية، واستدعاء سفراء إسرائيل بالعواصم العربية للتشاور. كما استنكر المشاركون في تغطية الشروق الاكتفاء بالمظاهرات والاحتجاجات الشعبية، التي اعتبروها غير مجدية وعديمة الفعالية في مواجهة المجازر الإسرائيلية المتواصلة. ونشرت أعداد كبيرة من نشطاء الفيس بوك روابط تغطية "موقع الشروق" للمجزرة الإسرائيلية عبر فيس بوك، وأعادوا نشر الروابط عبر تويتر لفضح الجريمة الإسرائيلية البشعة. وأقدم عدد كبير من النشطاء على تغيير صور صفحاتهم الشخصية إلى صور تضامنية مع أبطال أسطول الحرية الذين تعرضوا لعملية القرصنة الإسرائيلية المنظمة، وشهد الفيس بوك حملات متعددة لنشر صور تعبر عن التضامن مع غزة، والدعم لمعتقلي الحملة في ميناء أسدود الإسرائيلي، وانتشرت روابط لفيديوهات متعددة للشيخ رائد صلاح زعيم الحركة الإسلامية داخل أراضي 48 الذي أصيب بشكل بالغ الخطورة. وحرص النشطاء على اختيار فيديوهات تظهر صلاح وهو يعرب في مواقف سابقة عن أمنيته بالشهادة في سبيل الحرية لغزة وتحرير المسجد الأقصى. وشهد الفيس بوك تكوين عدد كبير من المجموعات التضامنية مع غزة مثل "أسطول الحرية - قافلة شريان الحياة" والتي تخطى أعضائها 11 ألف عضو حتى الآن، أعلنوا حدادا عاما على أرواح شهداء الأسطول وتضامنا مع معتقليه. وانطلقت على الفيس بوك دعوات لعدد كبير من الفعاليات في مختلف الدول العربية، بعضها واقعي وبعضها الكتروني للتضامن مع شهداء القافلة، فيما انطلق عدد كبير من صفحات التضامن تجاوز أعضائها الآلاف خلال ساعات قليلة، حيث شهدت مشاركات بمختلف اللغات بين العربية والإنجليزية والفرنسية والتركية، لإيصال رسالة للعالم برفض شباب الفيس بوك لأي رد فعل غير رادع ضد الجريمة الإسرائيلية البشعة. ولم يختلف الأمر كثيرا في تويتر، حيث انتشر على الموقع الاجتماعي، الذي يعتمد على التدوينات القصيرة، كلمات "غزة" و"أسطول الحرية وإسرائيل" و"تركيا" وغيرها من الكلمات المرتبطة بمجزرة أسطول الحرية بمختلف لغات العالم، ولم تقتصر هذه التدوينات على العالم العربي بحسب، بل امتدت لمختلف قارات العالم، بما أظهر دعما شعبيا عالميا واسعا لغزة ولأسطول الحرية. ودعا النشطاء عبر الفيس بوك وتويتر الحكومات لاتخاذ خطوات حاسمة ورادعة لمنع تكرار ما حدث، لاسيما وأن القافلة ضمت شخصية دولية وازنة وعدد كبير من النواب البرلمانيين من مختلف دول العالم.