- التاريخ سيشهد بأن مصر لعبت دورا جوهريا فى إفشال التهجير - عجز التمويل بلغ 200 مليون دولار .. ومساعداتنا الغذائية لغزة توقفت تماما أكد المستشار السياسى والإعلامى لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، عدنان أبو حسنة، أن التاريخ سيسجل موقف مصر الحاسم فى إفشال مخطط تهجير سكان قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الوضع الإنسانى فى القطاع بلغ مرحلة الكارثة، فى ظل توقف المساعدات الغذائية بالكامل. وأضاف أبو حسنة، فى تصريحات ل«الشروق»، أن الأممالمتحدة ترفض العمل مع مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية (GHF)، لعدم التزامها بمعايير القانون الدولى الإنسانى على الإطلاق؛ كونها تنفذ أجندة سياسية وعسكرية، عبر دفع الفلسطينيين لجنوب قطاع غزة. وتابع: «الشركة افتتحت 4 نقاط فقط لتوزيع المساعدات فى كل القطاع؛ ثلاث منها فى منطقة رفح، وفى موراج بين رفح وخان يونس؛ ما يعنى أن كل من احتاج للمساعدة مضطر للانتقال لعشرات الكيلو مترات، ومع صعوبة المواصلات سيستقر الناس بالقرب من منافذ المساعدات؛ علمًا بأن القانون الدولى الإنسانى يحتم على مقدمى المساعدة الانتقال للمستحقين». كما لفت إلى أن كل نقطة بها عشرات من المسلحين أو رجال الأمن الأمريكيين، فضلا عن عشوائية التوزيع، وإذلالها للغزيين؛ فتنزل السلات الغذائية فى المنطقة ويخبرون الناس بأخذها ومع حالة الجوع والتدافع يصبح الأمر مأساويًا؛ فضلًا عن عجز بعض الحالات عن الاستلام مثل: النساء، وكبار السن، والأطفال، فضلا عن مقتل العشرات كل يوم بذات الطريقة. وأوضح أن 80% من منشآت الأونروا دمرت تدميرًا كاملًا أو جزئيًا، كما قُتل من موظفينا 310 أشخاص، وهو أكبر عدد قتلى فى موظفى الأممالمتحدة منذ إنشائها؛ والمكان خطر للغاية والأونروا منتشرة فى الشارع وفى كل مكان؛ هناك موظفون قتلوا فى بيوتهم أو خلال العمل أو فى مراكز الإيواء؛ وبعض الموظفين الأمميين تم استهدافهم بشكل مباشر مثل أفراد المطبخ العالمى، وكذلك مكتب الأممالمتحدة للمشاريع (UNOPS). وواصل: كما أن المستهدفين ال14 الذين تم قتلهم كان بينهم زميل لنا يرتدى شعار الأممالمتحدة وسيارته تحمل الشعار من كل جهاتها؛ وتم إعدامه ميدانيًا؛ فلم يعد ينفع أى شارة أممية أو دولية لحماية الشخص من هذا العدوان. وعن القوة التشغيلية للأونروا فى قطاع غزة، قال إنها 12 ألف موظف، و280 مدرسة، و22 عيادة مركزية كبرى، ويعمل فى القطاع الطبى حوالى 1250 شخصا، لكن بعد هذه الحرب تتبقى 120 مدرسة تحولوا لمراكز إيواء، تضم ما يقارب 90 ألفا من اللاجئين، أما من القطاع الصحى تبقى 6 عيادات مركزية إلى جانب 3 عيادات أخرى مستأجرة، كما لدينا 35 نقطة طبية ميدانية. وفى قطاع التعليم، ما يقارب 8 آلاف مدرس؛ حاولنا ولا نزال إنشاء مساحات تعليمية فى بعض المدارس، ولدينا 280 ألف طالب مسجلون فى نظام التعليم عن بعد، لكن لا يوجد شبكة إنترنت ولا كهرباء، والناس يخافون إرسال أطفالهم لأنهم يقتلون فى الشوارع. كما أوضح أن الكنيست الإسرائيلى أصدر قانونين؛ فى 28 أكتوبر 2024؛ الأول يمنع الأونروا من العمل فى القدسالشرقيةالمحتلة على أساس أنها منطقة تقع تحت السيادة الإسرائيلية؛ والآخر يمنع الاتصال مع الأونروا فى الضفة وغزةوالقدس؛ علمًا بأن كل البضاعة تأتى من معبر كرم أبو سالم، والتعاملات المالية المتعلقة بالرواتب والمشتريات، جميعها عن طريق النظام المصرفى الإسرائيلى. واستكمل: «منعوا وجود أى موظف دولى فى القدس والضفة وغزة؛ حتى الأمين العام للأمم المتحدة منع من الدخول، والمفوض العام للأونروا مُنع. وتابع: «إسرائيل نسيت أن كل القرارات التى صدرت من الأممالمتحدة بشأن اللاجئين الفلسطينيين كانت قبل إنشاء الأونروا؛ يعنى قرار 181، و194 كانا قبل الأونروا». وأشار إلى أن العجز المالى فى ميزانية الأونروا بلغ 200 مليون دولار؛ موضحا أن الأزمة ازدادت بعد قطع الولاياتالمتحدةالأمريكية تمويلها الذى كان يقدر ب 360 مليون دولار سنويًا، ولم تستطع الدول العربية سده. واعتبر أن التاريخ سيشهد أن مصر هى التى لعبت دورا جوهريا فى إفشال خطة تهجير سكان قطاع غزة، قائلا: «الرئيس عبدالفتاح السيسى والمنظومة السياسية فى مصر رفضوا التهجير، وبالنسبة لنا فى الأونروا وفلسطين كان الدعم المصرى فائقا لكل التوقعات». ولفت إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى هو الرئيس المصرى الوحيد الذى يذكر الأونروا فى خطاباته، وإصرار مصر على استمرار وإسناد الأونروا، دور حاسم سواء على المستوى الدولى أو الإقليمى فى جامعة الدول العربية، وفى دعم قضية اللاجئين. وعن أوضاع اللاجئين فى مناطق عمل الأونروا؛ قال أبو حسنة إنه تأثر بالعجز فى الميزانية، لافتًا إلى أن وضع اللاجئين فى سوريا سيئ جدًا وتم تهجير 80% منهم؛ فمخيم اليرموك تم تدميره بشكل كبير، مخيماتهم تحتاج لإعمار وهم بحاجة لمساعدات نقدية وغذائية، وفى لبنان الوضع أسوأ بكثير؛ فاللاجئون يعتمدون على الأونروا اعتماد كليًا؛ لأنه أكثر من 70 مهنة فى لبنان ممنوع على اللاجئين الفلسطينيين العمل بها؛ والمخيمات اللبنانية وضعها مذرٍ تمامًا على كافة الأصعدة، والبطالة معدلاتها عالية؛ لذلك أى خلل فى منظومة عمل الأونروا يؤثر بشكل كبير بالذات فى لبنانوسوريا. وتابع: وفى الأردن قد يكون الوضع أفضل قليلًا؛ لأن الدولة الأردنية تقوم بأعباء ضخمة، هناك ما يقارب 2 ونصف مليون لاجئ، لكن الدولة تعاون الأونروا فى كثير من الأعباء، ولكن بالطبع سيكون هناك تأثير، فهناك حوالى 120 ألف طالب يدرسون فى مؤسساتنا، وعيادات ومنظومة خدمات اجتماعية. وفيما يتعلق بتعريف اللاجئ وفقًا لميثاق الأونروا؛ أوضح أن اللاجئ الفلسطينى هو من تواجد فى فلسطين خلال الفترة ما بين يونيو 1946 ومايو 1948م؛ وفقدوا بيوتهم وأرزاقهم بسبب الحرب؛ إلا أنه وفقًا للقانون الدولى فاللاجئ يورث صفة اللجوء لأبنائه وأحفاده؛ لذلك نتحدث الآن عن 6 ملايين لاجئ فلسطينى مسجلين لدى الأونروا فى المناطق الخمسة. وأكد أبو حسنة أن خدمات الأونروا قاصرة على اللاجئين من الفلسطينيين فقط؛ ولكن فى غزة بسبب الحرب أصبحنا نخدم كل الناس؛ علمًا بأن 75% من سكان القطاع أصلًا لاجئون، و25% فقط هم أصحاب البلد؛ وخلال العدوان الحالى أصبح حال الجميع هو اللجوء.