في مشهد نادر ومهيب، امتلأت ساحة قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية عن آخرها بآلاف المشيعين، الذين احتشدوا لتوديع بنات القرية ضحايا حادث الطريق الإقليمي، وسط أجواء من الحزن والانكسار لم تشهدها القرية من قبل. وامتد صف المشيعين من أطراف المسجد الكبير إلى الشوارع الجانبية المحيطة، حتى بدت الساحة وكأنها بحر بشري من الرجال والنساء والشباب والأطفال، جميعهم توحدوا في لحظة وداع مؤلمة، حاملين على عاتقهم آهات الغضب والدموع، وقلوبًا مثقلة بالمأساة. وبالرغم من حلول المساء، لم يتوقف توافد الأهالي من مختلف القرى المجاورة، لتوديع الضحايا الذين صُفّت نعوشهم في انتظار لحظة الصلاة والدفن، في جنازة جماعية غير مسبوقة أكدت حجم الفاجعة التي ألمّت بالقرية والمنوفية بأكملها. وشهدت محافظة المنوفية، صباح اليوم الجمعة، واحدة من أسوأ حوادث الطرق خلال العام الجاري، بعدما اصطدمت سيارة نقل ثقيل (تريلا) بمركبة ميكروباص تقل عمالة يومية أغلبها من الفتيات، وذلك على الطريق الإقليمي بنطاق مركز أشمون. وأسفر الحادث عن تهشم السيارتين بالكامل، وسقوط العشرات بين قتيل ومصاب. وتلقى اللواء محمود الكموني، مدير أمن المنوفية، إخطارًا بالحادث من العميد محمد أبو العزم، مأمور مركز شرطة أشمون، حيث تم الدفع بقوة أمنية إلى موقع التصادم وفرض كردون أمني، فيما باشرت النيابة العامة التحقيق في ملابساته. وأعرب اللواء إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية، عن خالص تعازيه لأسر الضحايا، ووجّه برفع درجة الاستعداد في جميع المستشفيات لتقديم الرعاية الكاملة للمصابين، وتكليف مديرية التضامن الاجتماعي بسرعة دراسة حالات الضحايا لصرف التعويضات اللازمة. وأكد الدكتور عمرو مصطفى، وكيل وزارة الصحة بالمنوفية، في تصريح خاص ل«الشروق»، أن الفرق الطبية والإسعافية تعاملت مع الحادث منذ لحظاته الأولى، وتم التنسيق بين المستشفيات لسرعة استقبال ونقل الجثامين والمصابين، مشيرًا إلى استمرار المتابعة الميدانية. فيما صرّح محمد جمعة، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالمحافظة، أن لجنة من المديرية تحركت فورًا إلى المستشفيات لمتابعة حالة المصابين، وتم البدء في إجراءات حصر المتوفين لدراسة صرف التعويضات المستحقة لأسرهم