• "الشروق" تخوض تجربة التحدث مع الروبوت "نواف" داخل مخيمات الحجاج في سابقة هي الأولى من نوعها، كشف المطوف عماد علاء الدين محضر، عن إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمة الحجاج بالمشاعر المقدسة هذا العام، من خلال استخدام أول روبوت من نوعه يتحدث 96 لغة مختلفة، بهدف مساعدة الحجاج على أداء مناسكهم بسهولة ويسر. وأوضح محضر، في تصريحات خاصة ل"الشروق"، أن الروبوت الذي تم تصنيعه بنسبة 100% بالتعاون بين فرنسا والمملكة العربية السعودية، جرى تجميعه داخل المملكة، ويُستخدم الآن داخل المخيمات الخاصة بالحجاج المصريين، والتي تستقبل ما يقارب 5 آلاف حاج، من بينهم حجاج تابعون ل56 شركة سياحة، بالإضافة إلى بعض شركات حج الجمعيات الأهلية. ويقوم الروبوت بشرح خطوات أداء المناسك بلغات متعددة، مما يتيح لحجاج من جنسيات مختلفة داخل المخيمات فهم التعليمات والتوجيهات الدينية واللوجستية بدقة، كما يرشدهم إلى أماكن إقامتهم، ويتواصل عند الحاجة مع أرقام الطوارئ أو ذويهم لتقديم الدعم الفوري. وأكد محضر أن تكلفة الروبوت الواحد تصل إلى نحو 150 ألف ريال سعودي، لكنه يمثل نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة للحجاج، خاصة من حيث الدقة والسرعة والقدرة على التواصل بلغات متعددة. وأضاف أن المؤسسة القائمة على خدمة الحجاج المصريين تمتلك خبرة تمتد لأكثر من 150 عامًا، ما يجعلها مؤهلة لتبني هذه التقنية الحديثة وتقديم تجربة حج متميزة هذا العام. وأشار إلى أن المخيمات التي يقيم فيها الحجاج المصريون مزودة بعوازل صوتية وحرارية كاملة، إلى جانب أقوى الثلاجات المبردة، بما يضمن الراحة الكاملة للحجاج في ظل درجات الحرارة المرتفعة وظروف الزحام. وتُعد هذه الخطوة بداية جديدة لإدخال الذكاء الاصطناعي بشكل فعال في تنظيم موسم الحج، ومن المتوقع أن تتوسع التجربة في الأعوام المقبلة بعد نجاحها الأولي هذا العام. وخلال جولة "الشروق" داخل أحد المخيمات المخصصة للحجاج المصريين، خضنا تجربة مباشرة مع الروبوت "نواف"، الذي تم تزويده بتقنيات حديثة تتيح له التفاعل اللحظي مع الحجاج. وجهنا إليه عدة أسئلة حول خطوات أداء مناسك الحج، مثل كيفية الإحرام والتنقل بين المشاعر، فقام بالرد بلغة عربية فصحى واضحة، وشرح التفاصيل بدقة وبأسلوب مبسط. كما أبدى "نواف" قدرة لافتة على تقديم الدعم المعلوماتي والإرشادي، كأنه حاج متمرّس ومطّلع، حيث زوّدنا بمعلومات دقيقة حول أوقات رمي الجمرات، ونصائح تنظيمية لضمان سلامة الحجاج خلال تنقلهم بين المشاعر. وقد أثبتت التجربة أن هذه التقنية يمكن أن تكون داعمًا حقيقيًا للحجاج، خاصة كبار السن أو غير الناطقين بالعربية.