في خطوة وُصفت بالمفصلية في مسار السودان السياسي، أصدر رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، مرسوماً بتعيين الدكتور كامل الطيب إدريس رئيساً للوزراء، في وقت يواجه فيه السودان تحديات داخلية معقدة. ويُعد إدريس شخصية ذات خلفية قانونية ودولية مرموقة، عُرف بعمله الطويل في المنظمة العالمية للملكية الفكرية وبمشاركاته الواسعة في المنظمات الأممية، وهو من أبناء منطقة الزورات في شمال السودان وينتمي إلى المجتمع النوبي. تعيينه يُنظر إليه كخطوة نحو إضفاء بعد تقني وقانوني على العمل التنفيذي في السودان، وسط آمال بإعادة بناء مؤسسات الدولة وتعزيز علاقات الخرطوم بالمجتمع الدولي. وأصدر رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، الاثنين، مرسوماً بتعيين كامل الطيب إدريس عبد الحفيظ، رئيساً للوزراء. في السياق ذاته، أصدر البرهان مرسوماً آخر بتعيين كل من سلمى عبد الجبار المبارك، ونوارة أبو محمد محمد طاهر، أعضاء في مجلس السيادة، حسبما نقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا". وإدريس كان مسؤولاً سابقاً في الأممالمتحدة، وكان مرشحاً في مستقلاً في انتخابات الرئاسة عام 2010، في مواجهة الرئيس السابق عمر البشير. واشتهر إدريس، وهو قانوني، بعمله في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، وكان أميناً عاماً للاتحاد الدولي لحماية الأصناف النباتية الجديدة، كما كان عضواً في لجنة القانون الدولي التابعة للأمم المتحدة. ولد رئيس الوزراء السوداني الجديد عام 1954 في قرية الزورات شمال دنقلا، والتي تقع في شمال السودان، وهو ينتمي إلى مجتمع النوبة، وحصل على بكالوريوس في الفلسفة من جامعة القاهرة في مصر، وليسانس الحقوق من جامعة الخرطوم، وعلى درجة الدكتوراه في القانون الدولي من المعهد العالي للدراسات الدولية بجامعة جنيف في سويسرا، ولديه عدة شهادات في القانون والعلوم السياسية والشؤون الدولية والمالية من معاهد عليا في جنيف، بحسب موقع الشرق الاخباري. وعين إدريس أستاذاً فخرياً للقانون بجامعة بكين، وانضم للمنظمة العالمية للملكية الفكرية عام 1982، وشغل منصب عضو في السلك الدبلوماسي السوداني برتبة سفير، وكان عضواً في لجنة الأممالمتحدة للقانون الدولي خلال فترتين، الأولى من 1992 إلى 1996، والثانية من 2000 إلى 2001، وعمل أيضاً كمتحدث رسمي ومنسق لمجموعة البلدان النامية، ويتقن 3 لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية. كان البرهان عيّن، في 30 أبريل، الدبلوماسي دفع الله الحاج علي، وزيراً لشؤون مجلس الوزراء، ومكلفاً بتسيير مهام رئيس الوزراء، كما وافق على تعيين السفير عمر صديق وزيراً للخارجية، وذلك بعد أسابيع من استعادة الجيش للعاصمة الخرطوم.