شعبة الذهب تتوقع مواصلة صعود الأسعار خلال الفترة المقبلة بسبب التوترات الجيوسياسية

• شعبة الذهب: القطاع العقاري سحب جزء كبيرة من السيولة النقدية المتدفقة في الذهب خلال الفترة الماضية
• لطفي المنيب: يجب التفكير جيدا قبل شراء الذهب واعتباره حافظ للقيمة فقط وليس للمضاربة
• عمرو المغربي: الإقبال على شراء الذهب سيظل منخفضا إلا في حالة انخفاض أسعار الفائدة
توقع هاني ميلاد جيد، رئيس مجلس إدارة الشعبة العامة للذهب والمجوهرات، أن تستمر أسعار الذهب عالميا في الصعود خلال الفترة القادمة، رغم وصولها لقمم قياسية خلال تداولات اليوم، اقتربت من مستويات ال2900 دولار.
وأضاف ميلاد في بيان اليوم، أن الظروف السياسية والاقتصادية العالمية ستنعكس على سعر الذهب السوق المحلية مصر، خاصة وأن المؤشرات تشير إلى طول فترة التقلبات في انتظار نتائج تطبيق التعريفات الجمركية الأمريكية والصينية، وانتظار تطبيق التعريفات الجمركية القادمة على المكسيك وكندا الشهر القادم.
وأوضح أن السوق المصرية كانت تمر بمرحلة هدوء واستقرار نسبي خلال الفترة الماضية، مما أدى إلى تراجع سعر الذهب محليا، نتيجة انخفاض الطلب على شراء المعدن الأصفر، وزيادة المعروض، واتجاه بعض المستهلكين إلى بيع المدخرات من الذهب لجني الأرباح، ولكنه أشار إلى أن ارتفاع الأسعار العالمية حاليا، سيقفز بالأسعار محليا رغم تراجع الطلب وقلة السيولة.
وحققت أسعار الذهب قمة تاريخية جديدة خلال الساعات الماضية، مدفوعة بحالة التوتر الاقتصادي الدولي الناتج عن قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض قيود صارمة على صادرات الدول والتكتلات التي تشكل تهديدًا مباشرًا للاقتصاد الأمريكي، وبدأ تنفيذ قرار فرض جمارك بنسبة 10٪ على البضائع المستوردة من الصين، الأمر الذي دفع الصين لاتخاذ رد فعل أكثر قوة وقامت بفرض تعريفات جمركية انتقامية على البضائع الأمريكية نسبة 15٪، مما دفع الدولار إلى الصعود لفترة قبل أن يعود للانخفاض بفعل قرار ترامب لتأجيل تنفيذ الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك لمدة شهر والتي قدر نسبتها ب 25٪، مما دفع المستثمرين للاتجاه نحو الملاذ الآمن والاستثمار في الذهب.
وتأتي هذه الزيادة الناتجة عن قرارات فرض الرسوم الجمركية على البضائع لتدفع سعر الذهب العالمي نحو الارتفاع بعد حالة استقرار منذ بداية العام فوق مستوى 2800 دولار للأوقية.
وبالرغم من إنفراجة الهدنة وترقب المحللين لاستقرار سعر الذهب بقدر ما خلال الفترة الماضية، إلا أن استمرار التوترات السياسية والحرب الاقتصادية المشتعلة بين أمريكا والعديد من الدول المعنية بتصدير بضائعها لأراضي الأمريكية، بشكل أثر على تذبذب الدولار الأمريكي، ليصب الأمر في اتجاه ارتفاع أسعار الذهب.
وقد سجل سعر الذهب العالمي قمة جديدة مع الساعات الأولي لصباح اليوم، الأربعاء، حيث اقترب من مستويات ال2900 دولار للأوقية، وهذه قمة تاريخية لم تحقق من قبل، وبذلك يكون الذهب حقق ارتفاعا بنسبة 7.82٪ خلال الشهر الماضي.
وانعكست هذه التقلبات العالمية على السوق المصري الذي شهد ارتفاعا في أسعار الذهب مؤخرا بعد فترة من الهدوء كان سببها تراجع الطلب وزيادة المعروض الناتج عن الاتجاه البيعي من المستهلكين، وتوجيه السيولة لقطاع البناء بعد فتح تصريحات البناء العقاري، بحسب بيان رسمي من الشعبة العامة للذهب، اليوم.
وقد ارتفع سعر جرام عيار 21 – الأوسع انتشارا في مصر – خلال التعاملات اليوم، مسجلا 4020 جنيها، لأول مرة منذ فبراير الماضي، مقابل 3910 جنيهات في صباح تعاملات أمس.
وصعد عيار 24 مسجلا 4594 جنيها، وقفز سعر الجرام من عيار 18 مسجلا 3446 جنيها، فيما وصل سعر الجنيه الذهب إلى 32160 جنيها، بدون احتساب قيمة المصنعية أو ضريبة الدمغة وضريبة القيمة المضافة.
ومن جانبه يؤكد لطفي منيب نائب رئيس شعبة الذهب، في البيان نفسه، على أهمية التفكير الجيد عند شراء الذهب ليكون الشراء بهدف حفظ قيمة المدخرات وليس للمضاربة.
ونصح المستهلك بالتحوط في التعامل مع الذهب باعتباره وعاء إدخاري لمدى زمني طويل وليس للشراء وإعادة البيع السريع لتحقيق أرباح وقتية.
ولفت أسامة الجلا سكرتير عام الشعبة العامة للذهب والمجوهرات إلى سرعة استجابة الأسعار بالسوق المحلي للسوق العالمية المرتفعة بالرغم من زيادة الكميات المعروضة من الذهب محليا.
في حين يرى عمرو المغربي عضو غرفة التجارة بالقاهرة أن الإقبال على شراء الذهب سيظل منخفضا إلا في حالة انخفاض الفائدة على عائدات الشهادات والودائع البنكية واتجاه المستهلكين للملاذ الآمن.