في حب أم كلثوم.. أرواح في المدينة تحتفل بكوكب الشرق على مسرح الأوبرا

افتتحت سلسلة "أرواح في المدينة" العام الجديد، مساء الأربعاء، بأمسية بعنوان "الليلة السنوية في حب الست"، والتي أُقيمت على مسرح الأوبرا المصرية ضمن مشروع "القاهرة عنواني" للكاتب الصحفي محمود التميمي.
ويعد الاحتفاء بالسيدة أم كلثوم عادة متكررة في فعاليات "أرواح في المدينة"، حيث سبق واحتفلت بذكرى الست في مطلع عام 2023 و2024.
من بين أبرز ضيوف الأمسية، حضر المهندس خالد عبد العزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والكاتب أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، والمهندس حسام صالح من الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والفنانة سميرة عبد العزيز، والدكتورة نهلة إمام مستشارة وزير الثقافة للتراث، وخبيرة التراث باليونسكو.
تضمن اللقاء استعراضًا عميقًا لأرشيف إبداعات كوكب الشرق، أم كلثوم وذكرياتها، بمشاركة نخبة من المثقفين والكتاب المتخصصين، مثل الكاتب الصحفي سيد محمود، رئيس التحرير الأسبق لجريدة "القاهرة"، والباحث في التلاوة والإنشاد الديني هيثم أبو زيد، والكاتب الصحفي محمد دياب، المؤرخ البارز للغناء المصري.
ألف ليلة وليلة.. جمهور أرواح في المدينة يعايش أجواء حفلات الست
في بداية الأمسية، حاول محمود التميمي نقل معايشة واقعية لحفلات السيدة أم كلثوم لجمهور "أرواح في المدينة"، حيث خفتت الأضواء وانبعث صوت الإذاعي الكبير جلال معوض وهو يقدم إحدى حفلات أم كلثوم، ثم يظهر الست على المسرح بأغنية "ألف ليلة وليلة"، ويتفاعل معها الجمهور وكأنهم عادوا بالزمن إلى نصف قرن مضى.
سميعة الصف الأول: عظمة على عظمة ياست
بدأت جولة أرشيف الصحافة عن تجربة السيدة أم كلثوم، مع تحقيق نشر في مجلة "الكواكب"، حول شخصية شهيرة في معظم حفلات الست، وهو رجل كان يظهر دائما بقفطانه وطربوشه وشعره الأنيق. وعندما يتملك منه نشوة الطرب، كان يهتف بأعلى صوته: "عظمة على عظمة ياست".
وتابع التميمي تصحيح بعض المعلومات الخاطئة المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي حول هذا الرجل، مشيرًا إلى أن اسمه ليس سعيد الطحان، بل الحاج حافظ الطحان، أحد تجار الغلال بشارع بين السورين (شارع بورسعيد حاليًا) في القاهرة.
وأكد التميمي أن جملة "عظمة على عظمة" اقتبسها الحاج حافظ الطحان من الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، وأضاف إليها كلمة "ياست" ليهتف بها خلال حفلات أم كلثوم.
كما ذكر التميمي أن علاقة الحاج حافظ الطحان بأم كلثوم لم تقتصر على حضور الحفلات، بل تطورت لتصبح علاقة أسرية، حيث كانت "أم كلثوم" تزور زوجته وتبادلها شقيقتها وبناتها الزيارات في منزل العائلة بمنطقة باب الشعرية.
أم كلثوم ويوسف شاهين: حدوتة مصرية
تابع التميمي حديثه عن أحد أشهر حفلات السيدة أم كلثوم التي أُقيمت بنادي طنطا في عام 1969، والتي كانت جزءًا من مساعيها لدعم المجهود الحربي بعد نكسة يونيو 1967.
وأشار إلى أن الحفل شهد تعاونًا بين السيدة أم كلثوم والمخرج يوسف شاهين، الذي كان يخطط لمشروع فيلم يروي سيرتها من إخراجه، ولكن استخدم لقطاته البديعة في فيلم "حدوتة مصرية".
المسلماني: أم كلثوم شريكة زويل في الوصول لنوبل
وفي كلمة له، أكد أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أن السيدة أم كلثوم تركت أثرا عميقًا في تاريخ الفن المصري والعالمي، مشيرًا إلى أن إبداعها أثّر في شخصيات علمية كبرى مثل الدكتور أحمد زويل.
وأوضح أن زويل كان يرى أن أم كلثوم تستحق نصيبًا من جائزة نوبل التي نالها في عام 1999 في الكيمياء.
غنت لكل ناظر محطة.. كيف تشكلت علاقة أم كلثوم بالسلطة؟
وأكد التميمي على مبدأ مشروع "أرواح في المدينة" بعدم تقديس الشخصيات وأهمية توجيه الانتقادات لها دون تقليل من شأنها.
وذكر أن أم كلثوم كانت تحرص على إقامة علاقات طيبة مع السلطة، بداية من الملكية وصولًا إلى عهد عبد الناصر، حيث كانت تحافظ على تواصلها مع ناظري محطات القطارات وتغني لهم في فترات الانتظار الطويلة.
وتعد سلسلة لقاءات "أرواح في المدينة" منصة للحفاظ على الذاكرة الوطنية للمصريين، حيث أطلق مشروع "القاهرة عنواني" برعاية وزارة الثقافة وبالتعاون مع النشاط الثقافي والفكري في دار الأوبرا المصرية.