نجح التجمع الخامس فى اجتذاب الجامعة الأمريكية لتقيم مقرها الجديد هناك، وفى المقابل حققت الجامعة نجاحا أكبر فى تمكين التجمع من جذب المطورين العقاريين، حيث بدأت تشهد المنطقة إقبالا غير مسبوق على إقامة مشروعات تصل تكلفتها الاستثمارية إلى عشرات المليارات من الدولارات، بعد الإعلان عن إقامة مقر جديد للجامعة هناك منذ عدة سنوات. وقد سعت الشركات المطورة لإقامة مشروعاتها فى التجمع الخامس للاستفادة من موقع الجامعة فى تسويق وحداتها، مستهدفة الفئات التى سيكون أبناؤها من رواد هذه الجامعة، وهذا الاستنتاج لا يمكن أن يغفله عقل زائر لمعرض نكست موف للشركات العقارية، الذى أقيم بالقاهرة الأسبوع الماضى، فقد كان القرب من الجامعة واحدا من أهم الميزات التى يبرزها مسئولو المبيعات فى تلك الشركات عند عرض المشروعات فى المنطقة على رواد المعرض. من بين تلك المشروعات مدينة بروة التى تقام على مساحة 2020 فدانا، وقد قال مصطفى الأباصيرى، مسئول تنفيذى أول فى الشركة القطرية، وهو يسوق للمشروع، إن المدينة تبعد بنحو 3 كيلومترات فقط عن الجامعة، وهى تشمل فيللات وعمارات ومنتجعات سياحية و3 فنادق ومستشفيات وناديا، وتصل تكلفتها الاستثمارية إلى 60 مليار جنيه، ويتم تنفيذه من خلال أربع مراحل. كما أقامت شركة حسن علام مجموعة من الفيللات بالقرب من الجامعة على مساحة 48 فدانا، ويصل سعر متر الأرض فيها إلى 4500 ألف جنيه، والمبانى إلى 2800 ألف جنيه. «التجمع الخامس مكان جذاب والمطورون وجدوا فى الجامعة فرصة للعمل والتسويق»، تبعا لمحمد عاشور، مدير إدارة التسويق فى شركة اوراسكوم للتنمية والفنادق، والتى كانت تعرض لمشروعها فى الفيوم خلال المعرض، وقال عاشور إن وجود الجامعة يعنى أن هناك طلبة ومدرسين يحتاجون وحدات سكنية ليكونوا بالقرب من موقع عملهم أو دراستهم مما يخلق طلبا كبيرا هناك. وفى كثير من الدول المتقدمة وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، تعتبر الجامعات أهم عناصر الجذب لمنطقة معينة لإقامة تجمعات سكنية ومدن متكاملة حولها، كما قال عاشور، وأضاف أن هناك تطورا فى الثقافة المصرية فيما يتعلق بالعملية التعليمية سيفيد فى انتشار هذا النموذج فى مصر، ففى الماضى كان الأهالى لا يسمحون لأبنائهم بالدراسة فى جامعات تبعد عن محل سكن الأسرة حتى لو كانت داخل البلاد، ويحدث ذلك الآن بكثرة حتى مع الفتيات وليس الأبناء من الذكور فقط. وقال مسئول التسويق فى إحدى الشركات الكبرى، مفضلا عدم نشر اسمه، «إنه من الطبيعى أن تكون الجامعة أساس المنطقة»، مشيرا إلى انه بالإضافة إلى الطلبة والمدرسين الذين سيقطنون فيها، فإن بعض الأهالى سوف ينتقلون للعيش بالقرب من أبنائهم وهو ما يزيد حجم الطلب على الوحدات فى هذه المنطقة، وأضاف أن الارتفاع فى الطلب المتوقع فى التجمع الخامس جذب جامعات أخرى ومدارس شهيرة أعلنت أنها ستدخل المنطقة، مدارس الجيزويت. وبدأت شركة إعمار الإماراتية فى الإعداد لإقامة مشروع «ميفيدا» للفيللات فقط على مساحة إجمالية 900 فدان، ويتراوح سعر الفيللات فيها ما بين 2900 مليون جنيه و7300 مليون جنيه، على أن يتم تسليم المرحلة الأولى منه فى يونيه 2012. كما تقيم شركة رؤية مشروع «ستون بارك» على مساحة 460 فدانا فى التجمع الخامس، وقال باسم السطوحى فى قسم المبيعات، إن مشروعه يبعد عن الجامعة الأمريكية، ولكنه أقرب للطريق الدائرى ومطار القاهرة ومنطقة المعادى، لذلك فهو يستخدم هذه المميزات لجذب العملاء لوحدات المشروع، لكنه لا ينكر أهمية وجود الجامعة الأمريكية فى المكان لعملية التسويق بصفة عامة فى المنطقة، لكن بمنطق مختلف عن القرب أو البعد منها، وهو أن اختيار الجامعة للتجمع كمقر جديد بديلا لموقعها فى وسط البلد يعنى تميز المكان. وكانت الجامعة الأمريكية قد تأسست فى القاهرة بمنطقة الفلكى فى التحرير بوسط القاهرة فى عام 1919، وقررت بعد نحو 100 عام أن تنتقل من وسط العاصمة، بعدما أصابها الزحام المرورى والسكانى بالاختناق الشديد، واختارت التجمع الخامس فى القاهرةالجديدة لتكون مقرا لها، وتسعى الآن لبيع بعض مبانيها فى وسط البلد. وقال السطوحى إنه يجب أن يتبنى الجميع فكر الجامعة الأمريكية، «فلماذا نعيش وسط الزحام فى الوقت الذى توجد فرصة العيش فى أماكن غير مزدحمة».