نشرت صحيفة الأوبزرفر تقريرا عن اهتمام جميع الأحزاب البريطانية باستقطاب أصوات الناخبات البريطانيات، ولذا أجرت الصحيفة مقابلات مع مجموعة من النساء من مختلف الأعمار للعثور على إجابة للسؤال الذي يثور في بريطانيا حاليا هو "ماذا تريد الناخبات البريطانيات"؟ وذكرت الصحيفة في التقرير الذي نشرته يوم الأحد، أن اهتمامات الناخبات البريطانيات لم تقتصر على المجالات التقليدية المتعلقة بالأسرة والطفل، فهن يرغبن في النهوض بالاقتصاد، كما أنهن مشغولات بما يحدث في العراق وأفغانستان ومشكلة البطالة ومسألة دعم المشروعات الصغيرة، على جانب رغبتهن في دخول المزيد من النساء إلى المعترك السياسي. وأوضحت الصحيفة أن الأحزاب الثلاثة الرئيسية التي تتصارع للفوز في الانتخابات البريطانية، اتفقت على زيادة عدد النساء في البرلمان. فحزب العمل أعلن أنه سيعمل على نصرة النساء في الانتخابات، كما أن المحافظين يحاولون جذب المزيد من النساء كمرشحات للبرلمان. ويوجد حاليا في البرلمان البريطاني 125 امرأة، وهذا العدد يعادل أقل من 20% من عدد مقاعد البرلمان ككل. من جانبه، قال كات بنيراد مؤلف كتاب "وهم المساواة" للصحيفة، إن عدم ظهور النساء في حملة الانتخابات البريطانية ينبهنا إلى أن السلطة خالية من الإناث في هذا البلد". وأضاف أن هذا الأمر ليس في مصلحة النساء البريطانيات، ولا في مصلحة الديمقراطية، كما أنه ليس في مصلحة المجتمع البريطاني ككل. فبريطانيا تحتل المرتبة رقم 73 في العالم فيما يتعلق بنسبة المرأة في البرلمان وهو ما يعد إحراجا لدولة بحجم بريطانيا من وجهة نظر بنيراد. وذكرت الصحيفة أن المرأة البريطانية بعيدة عن الأضواء في الحملات الانتخابية التي تجري في بريطانيا حاليا. حتى أن وزيرة العمل والمعاشات في الحكومة البريطانية تذمرت من إقصائها خلال مؤتمر عقده حزب المحافظين لمناقشة مشكلة البطالة الأسبوع الماضي. ويبدو أن التركيز على زوجات زعماء الأحزاب الثلاثة في الحملة الانتخابية بالإضافة إلى اللجوء إلى المناظرات التليفزيونية بين الزعماء هو جزء من إستراتيجية متعمدة على غرار ما حدث في الولاياتالمتحدةالأمريكية. حيث أشارت الصحيفة إلى أن إلقاء الضوء على زوجات الزعماء الثلاثة (سامانثا كاميرون وسارة براون وميريام جونزاليس المعروفة باسم السيدة كليج) هو أمر وصفته نساء بيتر بورو (إحدى الدوائر الانتخابية في بريطانيا) بالأمر المسلي. وذكرت الصحيفة أن معظم السيدات البريطانيات لم ينجذبن للوعود الانتخابية التي يروج لها الزعماء الثلاثة في حملاتهم، مثل وعد المحافظين بالإعفاء من ضريبة الزواج أو فكرة إجازة الأبوة التي طرحها حزب العمل. وقالت سارة التون (39 عاما) -التي تعمل في مجال التسويق والتي لديها توأم يبلغ من العمر 3 سنوات- للصحيفة، "أجازة الأبوة والإعفاء من ضريبة الزواج لن يحدثا فارقا كبيرا بالنسبة لي". وقالت بالما الترون ممرضة متقاعدة (63 عاما) لصحيفة الأوبزرفر، إنها مترددة جدا ولم تقرر حتى الآن من المرشح الذي ستمنحه صوتها، وأرجعت سبب ترددها على أن الاقتصاد البريطاني لم يتعافى حتى الآن من أزمة الائتمان، والمشكلة من وجهة نظرها أن حزب المحافظين لم يتم اختباره، وأكثر شيء يقلقها هذه الأيام هو زيادة ضريبة القيمة المضافة. وقالت ايلن الوود (54 عاما) والتي تعمل مديرة تنفيذية، إنها ترغب في المزيد من الدعم للمشروعات الصغيرة في المجتمع البريطاني الذي تحول من مجتمع منتج إلى مجتمع مستهلك. أما هيلين جرين (34 عاما) التي تنتظر أول طفل لها في يوليو المقبل، فقالت للصحيفة إنها خائفة من الأوضاع الاقتصادية المتداعية في المملكة المتحدة. وقالت ايفيت ليولين (54 عاما) للصحيفة، إنها قلقة من قضية الهجرة التي تعاني منها بريطانيا، موضحة أنها ليست ضد الهجرة في حد ذاتها ولكن عندما يتواجد عدد كبير من الناس في منطقة واحدة فإن المشاكل تبدأ في الظهور مع قلة الموارد. وقالت نيكي ريتشاردسون، إنها قلقة بسبب الأوضاع في أفغانستان والعراق خاصة أن القوات البريطانية هناك لا تملك العتاد الكافي لتلك الحرب، فهي ترى أنه من الضروري أن تعيد وزارة الدفاع البريطانية النظر في هذه المسألة.