الأسبوع الماضي أعلنت شركة سوني توقفها نهائياً عن إنتاج الأقراص المرنة Floppy Disk التي بدأت إنتاجها قبل 30 عاماً تقريباً، والتي ظلت وسيط التخزين الرقمي الأكثر رواجاً إلى أن بدأت في الإنقراض تدريجياً في التسعينيات من القرن الماضي. إعلان سوني رآه البعض متأخراً جداً، حيث توقف الجميع منذ سنوات عن استخدام تلك الأقراص ذات سعة 1,4 ميجابايت، أي أقل من حجم أغنية رقمية مثلاً.. ولكنه إعلان يذكرنا بما حدث من قبل مع وسائط تخزين أخرى غير رقمية مثل شرائط الفيديو والأوديو كاسيت وغيرها، مع ظهور وسائط تخزين جديدة أكبر سعة وأكثر جودة. ولكن مع زوال تلك الوسائط القديمة، قد تضيع الكثير من البيانات والمحتويات الموجودة عليها، والتي قد لا نملك نسخاً احتياطية منها، وهنا علينا أن نسأل، كيف نحافظ على بياناتنا المهمة مع هذا التطور والتغير الدائمين لوسائط التخزين واختفاء الأجهزة المشغلة لها؟! تطور لا ينتهي لعلنا جميعاً نذكر كيف كان ظهور القرص المرن 3,5" Floppy Disk 3.5 ثورة تكنولوجية بكل المقاييس، وخاصة مع تفوقه في السعة التخزينية على الأقراص المرنة السابقة 5,2، ومع انكماش حجمه عن الأقراص المرنة السابقة على الرغم من زيادة مساحة التخزين عليه، حيث كانت تبلغ سعته 1,4 ميجا بايت وهي ما كانت تعتبر بالتأكيد مساحة كبيرة للتخزين في ظل "أقراص صلبة" Hard Disks كانت تبلغ أقصى سعة تخزينية لها 1000 ميجا بايت مما يساوي جيجابايت كاملة في وقت لاحق، والكثيرون يتذكرون كيف كانت عملية تخزين اللعبة الواحدة التي كانت تبلغ 8 ميجا بايت تقريبا تحتاج إلى العديد من الأقراص المرنة، وكيف كانت عملية نقلها على أكثر من قرص مرن عملية شاقة ومرهقة، كما يذكر الكثيرون كيف انتشرت هذه الأقراص المرنة وقتها بشكل هائل لدى كل من يمتلك جهاز كومبيوتر. ولكن سرعان ما تراجع استخدام الأقراص المرنة مع ظهور اسطوانات الليزر والاسطوانات المدمجة، والتي أدت أيضاً للاختفاء التدريجي لشرائط الفيديو والأوديو كاسيت، لأفضلية الاسطوانات من حيث سعة التخزين وجودة العرض، وكذلك للتطور الرهيب للإنترنت والفضائيات، وعدم احتياج الناس لتخزين المواد السمعية والبصرية والبيانات مثل السابق، ولكن ماذا عن ممتلكاتنا السابقة من الشرائط والأقراص المرنة وغيرها، وكيف نحافظ على البيانات المختلفة والقيمة في ظل وسائل تخزين تختفي وتموت باستمرار. خسائر لا تعوض يقول محمد عبد الكريم 25 عاما "كنت لا أستطيع الاستغناء عن الأقراص المرنة لسنوات طويلة حيث كانت هي الوسيلة الوحيدة المتوفرة في ذلك الوقت لمشاركة البيانات مع أصدقائي في المدرسة، ونتيجة للتباطؤ في عملية نقل هذه الملفات القيمة وعملية التطور السريع لوسائل تخزين ونقل البيانات أصبحت هذه الأقراص المرنة غير صالحة للعمل على جهاز الكومبيوتر الحديث الذي قمت بشرائه، في حين توقف جهاز الكومبيوتر القديم تماما عن العمل، وفقدت نتيجة لذلك مجموعة كبيرة من البيانات التي كنت أحبها وأرغب في الاحتفاظ بها." أما إنجي الكاشف 23 عاما فتقول "لدي مكتبة هائلة من الأفلام الأجنبية التي أعشقها كنت أحتفظ بها على شرائط الفيديو، وكنت أهتم بشراء الفيلم الذي يعجبني ولا أكتفي بمجرد تأجيره بغرض الاحتفاظ به بشكل دائم، ولكن مع ظهور الفضائيات قل اهتمامي كثيرا بتلك الشرائط، وأصبحت أتابع الجديد من الأفلام والمواد الترفيهية بشكل مباشر، خاصة بعدما تعرض جهاز الفيديو لديّ للتلف وعدم قابليته للإصلاح، ولا أعرف في نفس الوقت طريقة لتحويل هذه المكتبة إلى صورة رقمية لمشاهدتها على جهاز الكومبيوتر." وتستغرب هند ممدوح 24 عاما كثيرا من سؤالي عن الأقراص المرنة وشرائط الفيديو، وتقول "هذه تقنيات من العصر الحجري عفا عليها الزمن ولم يعد أحد يستخدمها الآن، لقد توقفت عن استخدام الأقراص المرنة منذ 14 عاما تقريبا، وعن استخدام شرائط الفيديو منذ حوالي ثمانية أعوام."، وعن كيفية احتفاظها بالبيانات المهمة في ظل التطور الدائم لوسائل التخزين واختفاء الوسائل القديمة تقول هند "لم تكن هناك بيانات مهمة أرغب في الاحتفاظ بها على الأقراص المرنة أو على شرائط الفيديو، ولكنني حاليا أتابع بشكل دائم تطورات وسائل التخزين والنقل للمعلومات الرقمية، وأحرص على نقل البيانات التي أحتاجها أولا بأول على الوسائل الجديدة المتاحة، بل وعلى أكثر من وسيلة مختلفة لتخزين البيانات في حالة احتياجي الشديد لهذه البيانات ورغبتي في الحفاظ عليها." نصائح للحفاظ على بياناتك المهمة من الضياع إذا كانت لديك بيانات قيمة تحتفظ بها على أقراص مرنة، تستطيع نقل جهاز الأقراص المرنة إلى الكومبيوتر الجديد وتحميل البيانات على القرص الصلب للجهاز، ثم تقوم بعد ذلك بنسخها على أقراص مضغوطة CD أو اسطوانات DVD. 3. هناك العديد من مراكز الخدمة المتخصصة تقوم بخدمة نقل محتويات شرائط الفيديو والصوت إلى صورة رقمية، بحيث يستطيع المستخدم استعراضها على جهاز الكومبيوتر، وإذا كنت ترغب في القيام بالعملية بنفسك تستطيع شراء كارت فيديو أو صوت مجهز لهذا الغرض لجهاز الكومبيوتر، واتباع الإرشادات لتحويل المواد إلى صورة رقمية على الجهاز، كما تستطيع بعد ذلك أن تقوم بنسخ الأفلام بصورتها الرقمية على أقراص DVD. 5. الأقراص الصلبة الخارجية External Hard Drives التي يتم توصيلها بجهاز الكومبيوتر عند الحاجة، تعتبر حلا مثاليا للحفاظ على البيانات المهمة من التلف والضياع، خاصة وأنها نادرا ما تتعرض للتلف الكامل أو تحتاج للمسح تماما كما قد يحدث في الأقراص الصلبة الداخلية في جهاز الكومبيوتر التي يتم تنزيل أنظمة التشغيل عليها. 7. العديد من المستخدمين يملكون أكثر من حساب للبريد الإليكتروني، ويستطيعون ببساطة إرسال الملفات المهمة كمرفقات attachments من حساب إلى آخر، والاحتفاظ بها هناك وفتحها من أي مكان عبر الإنترنت. 9. تستطيع استغلال خدمات الحوسبة السحابية Cloud Computing التي بدأ عدد أكبر من المواقع في إتاحتها للمستخدمين للحفاظ على بياناتك المهمة على الإنترنت، بحيث تستطيع إسترجاع هذه الملفات إذا تعرض الجهاز لأي عطل، وعلى أي جهاز متصل بشبكة الإنترنت من أي مكان في العالم، كخدمة ملفات جوجل على سبيل المثال docs.google.com 11. احذر الكسل في تفريغ وسائط التخزين القديمة مثل الأقراص الصلبة وشرائط الفيديو والصوت أو حتى الأقراص المدمجة، خاصة إذا كانت تحمل محتوى يهمك ولا يمكنك تعويضه، بحجة أنها تعمل على أي حال ويمكنك عمل هذا لاحقاً، فأي وسيط تخزين يحمل بدرجة ما احتمالية التلف، خاصة مع سوء التخزين أو التعرض للحرارة والأتربة.