«أنا سعيدة جدا بوصول لوحة محمود سعيد إلى سعر 2.4 مليون دولار، أى أكثر من 13 مليون جنيه مصرى، لأن هذا يعنى أن الفن المصرى وضع فى مكانه الصحيح بعد فترة من سيطرة بلدان أخرى على حركة المزادات فى دبى». تعليق السيدة شيرويت شافعى التى تعمل فى مجال بيع واقتناء اللوحات المصرية منذ عام 1960 وعاشقة أعمال محمود سعيد على وجه الخصوص، يأتى بعد بيع لوحة «الشواديف» (1934)، الثلاثاء الماضى بمزاد كريستى بدبى مسجلة بذلك أعلى رقم وصل إليه فنان من الشرق الأوسط. واللوحة كانت ملك عائلة قبطية بالزمالك عاد أبناؤها من أمريكا وبدأوا فى بيع مقتنيات الأسرة. وبينما لم يتم الإعلان عن اسم المشترى أو هويته، كان المعروف أن بائع اللوحة هو محمد سعيد الفارسى رئيس بلدية جدة السابق، والذى يمتلك مجموعات ضخمة من أعمال الرواد المصريين مثل عبدالهادى الجزار، لوحة الغرباء على سبيل المثال. ويبلغ مجمل أعمال محمود سعيد نحو 350 لوحة، منها 58 لوحة يضمها متحفه بالإسكندرية، وخمسة أعمال بمتحف الفن المصرى الحديث بالقاهرة، ومنها ما يملكه أفراد ومؤسسات مثل جريدة الأهرام، أو شيرويت شافعى التى تقتنى ثمانى لوحات منها «نعيمة» و«ذات الرداء الوردى» و«فتاة مريوط»، فهناك لايزال خارج مصر نحو سبع لوحات فى أوروبا وثمانية فى الولاياتالمتحدة، طبقا لشيرويت شافعى. وقالت مقدمة البرنامج التليفزيونى الأشهر التى قدمت من خلاله حامد ندا وسيف وأدهم وانلى فى الستينيات لجريدة «الشروق»: «كنت أتمنى أن تظل أعمال محمود سعيد داخل مصر، لكن ما باليد حيلة، فلقد دخلنا عصر العولمة ولا يمكن التحكم فى انتقال الكنوز الفنية على المستوى العالمى». ولا تخفى الشافعى أن 80% من مقتنيات الفارسى لجيل الرواد المصريين ترجع لجهودها فى الحصول عليها، حيث ينتوى الرجل الذى عاش فى الإسكندرية ودرس فيها أن يقيم متحفا لعرض مقتنياته بها. شيرويت الشافعى التى تعرف حكايا وخبايا كل لوحة مصرية من جيل الرواد تم بيعها وانتقالها من بلد إلى آخر، سيصدر كتابا قريبا عن دورها فى الحركة التشكيلية ضمن إصدارات الجامعة الأمريكية بالقاهرة. وعن لوحاتها الثمانى «العزيزات» اللاتى تقتنيهم لمحمود سعيد، فقد اشترتهم فى باريس وليس فى مصر، حيث حرصت صاحبتهم وكانت ابنة رائد صناعة الصابون فى مصر على ألا تذهب الأعمال خارج مصر وعرضتهم على السيدة شافعى لمعرفتها بولعها بسعيد.